بَابٌ فِي فَضْلِ قِلَّةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْأَذْرَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ الرَّافِقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ بِالْمَالِ، قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا - قَالَ: فَأَوْمَأَ أَمَامَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ - وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "
١ - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْأَذْرَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ الرَّافِقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي فِي بَعْضِ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ بِالْمَالِ، قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا - قَالَ: فَأَوْمَأَ أَمَامَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ - وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "
1 / 175
٢ - حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَمَامَهُ، وَخَلْفَهُ»
٣ - عَنْ أَبَانٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: خَرَجَ ⦗١٧٧⦘ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو ذَرٍّ يَمْشِيَانِ حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَرَى هَذَا الْجَبَلَ؟» فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ - وَفِي يَوْمٍ بَارِدٍ أَخَافُ أَنْ يُرْسِلَنِي إِلَيْهِ - قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ لِآلِ مُحَمَّدٍ، يَبِيتُ دِينَارٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَّا دِينَارًا يُعَدُّ لِدَيْنٍ، أَوْ دِينَارًا يُعْطَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»
٣ - عَنْ أَبَانٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: خَرَجَ ⦗١٧٧⦘ النَّبِيُّ ﷺ وَأَبُو ذَرٍّ يَمْشِيَانِ حَتَّى إِذَا نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، هَلْ تَرَى هَذَا الْجَبَلَ؟» فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قُلْتُ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ - وَفِي يَوْمٍ بَارِدٍ أَخَافُ أَنْ يُرْسِلَنِي إِلَيْهِ - قَالَ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ لِآلِ مُحَمَّدٍ، يَبِيتُ دِينَارٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِلَّا دِينَارًا يُعَدُّ لِدَيْنٍ، أَوْ دِينَارًا يُعْطَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»
1 / 176
٤ - حَدَّثَنَا أَبَانُ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى صَدَقَاتِ أَهْلِ الْعَالِيَةِ، وَجَعَلَ عِمَالَتَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَتَاهُ كِتَابُ عُمَرَ يَعْزِمُ عَلَيْهِ: بِحَقِّهِ عَلَيْكَ إِلَّا احْتَجَزْتَ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، مِائَةَ دِينَارٍ لِعِيَالِكَ، وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ، فَاسْتَيْقَظَتِ امْرَأَتُهُ مِنَ اللَّيْلِ، وَوَجَدَتْ عَلَى عَضُدِهَا مِنْ دُمُوعِهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا فُلَانٍ، لَا يُبْكِي اللَّهُ عَيْنَكَ، مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أحْتَجِزَ مِنْ ⦗١٧٨⦘ عِمَالَتِي كُلَّ سَنَةٍ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ سَمِعَ عُمَرُ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ مَا سَمِعْتُ، أَنَّهُ قَالَ: «الْأَكْثَرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»
1 / 177
٥ - عَنْ أَبَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: بَعَثَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا جَاءَ بِالْمَالِ بَكَى حَتَّى رَحِمَهُ الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ أَلَيْسَ هَذَا خَيْرٌ، فَتَحَ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ وَزَادَهُمْ؟ قَالَ: " لَوْ كَانَ خَيْرًا لَمْ يُحْجَبْ عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُفَارِقُوا هَذَا الْمَالَ حَتَّى تُصَلُّوا الْغَدَاةَ، وَلَا دَخَلَ فِي أَيِّ دَارٍ، فَبَاتَ الْمُهَاجِرُونَ عَلَيْهِ حَتَّى أَصْبَحُوا، ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَسَمَهُ ". فَجَاءَ بُنَيٍّ لَهُ يُكْنَى أَبَا شَحْمَةَ، فَأَخَذَ دِرْهَمًا، ثُمَّ خَرَجَ يَشْتَدُّ، ⦗١٧٩⦘ فَسَأَلَ فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ إِثْرَ ابْنِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ وَقْعَ أَبِيهِ طَارَ قَلْبُهُ، فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَصِيحُ، فَانْتَزَعَ الدِّرْهَمَ مِنْ فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى طَرَحَهُ فِي الْمَالِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أُفٍّ، قَالَ: أَيْ تُؤَفِّفُ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: نَعَمْ، خَلَعْتَ قَلْبَهُ مِنْ أَجْلِ دِرْهَمٍ، قَالَ عُمَرُ: إِنَّ الدِّرْهَمَ لَيْسَ لَهُ وِلَأَبِيهِ. فَدَعَا جَارِيَتَهُ، فَقَالَ: أَعْطِي الْغُلَامَ دِرْهَمًا مِنْ تِلْكَ السَّبْعَةِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي بَقِيَتْ مِنَ الْوَرِقِ بَعْدَ حُقُوقِ النَّاسِ بَقِيَّةً. فَذَاكَرَهَا قُرَيْشًا، فَقَالَ قَوْمٌ: نَرَى أَنْ تُقْسِمَهَا بَيْنَ عِيَالِ الْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ: فَإِنِّي مُتَكَلِّمٌ الْعَشِيَّةَ، فَتَكَلَّمُوا، انْظُرُوا مَا تَقُولُ لَكُمُ الْعَرَبُ، فَقَامَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ بَقِيَ مِنْكُمْ فَضْلَةً بَعْدَ حُقُوقِ النَّاسِ، فَمَا تَرَوْنَ فِيهَا؟ فَقَامَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا يُسْتَشَارُ الْعِبَادُ فِيمَا لَمْ يُنَزِّلِ اللَّهُ بِهِ الْقُرْآنَ، فَأَمَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِ الْقُرْآنَ وَوَضَعَهُ مَوَاضِعَهُ، فَضَعْهُ فِي مَوَاضِعِهِ الَّتِي وَضَعَهُ اللَّهُ، قَالَ: صَدَقْتَ، أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، فَقَسَمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "
1 / 178
٦ - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ أَحْمَالٌ مِنْ فَتْحِ تُسْتَرَ مَعَهَا الْهُرْمُزَانُ أَسِيرًا، بَعَثَ بِهِ النُّعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ، فَشَاوَرَ فِيهِ الْمُسْلِمِينَ، قَالُوا: نَرَى أَنْ يُوضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالَ: مَا هُوَ بِالَّذِي يَأْوِي لِي سَقْفٌ حَتَّى أُقْسِمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَكَانُوا يَسْتَشِيرُونَهُ وَيَتَيَمَّنُونَ بِرَأْيِهِ، وَكَانَ مِنَ الْقَوْمِ بِمَكَانٍ، فَأَمَرَهُ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَرْقَمَ أَنْ يَحْرُسَاهُ وَمَنْ أَتَاهُمَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ وَبَزَغَتِ الشَّمْسُ، قَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَكَشَطَ، فَحَارَتْ أَبْصَارُهُمْ، فَبَكَى عُمَرُ، لَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذَا يَوْمُ فَرَحٍ، وَهَذَا يَوْمُ فَتْحٍ؟ قَالَ: بَلْ هَذَا يَوْمُ شِدَّةٍ، وَهَذَا يَوْمُ حُزْنٍ، إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمٍ إِلَّا أَوْرَثَهُمْ عَدَاوَةً وَشَحْنَاءَ. ثُمَّ دَعَا بِحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَحَثَا فِي حُجُورِهِمَا حَتَّى مَا أَطَاقَا حَمْلَهُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفَضَّلَ عَائِشَةَ، ثُمَّ قَالَ: «عَلَيَّ ⦗١٨١⦘ بِالْبَدْرِيِّينَ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ»
1 / 180
٧ - عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُدِمَ عَلَى عُمَرَ مَرَّةً بِمَالٍ فَوَضَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ يَتَصَفَّحُهُ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ، ثُمَّ هَمَلَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا مِنْ مَوَاطِنِ الشُّكْرِ، فَقَالَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: «فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا مَا أُعْطِيهِ قَوْمٌ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ»
٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ⦗١٨٢⦘ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَفْطٍ أُتِيَ بِهِ مِنْ قَلْعَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَكَانَ فِيهِ خَاتَمٌ، فَأَخَذَهُ بَعْضُ بَنِيهِ، فَأَدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ. ثُمَّ بَكَى عُمَرُ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: لِمَ تَبْكِي، وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ لَكَ وَأَظْفَرَكَ عَلَى عَدُوِّكَ، وَأَقَرَّ عَيْنَكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا تُفْتَحُ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَلْقَتْ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَأَنَا أَشْفَقُ عَلَى ذَلِكَ "
٨ - حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، ⦗١٨٢⦘ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَفْطٍ أُتِيَ بِهِ مِنْ قَلْعَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَكَانَ فِيهِ خَاتَمٌ، فَأَخَذَهُ بَعْضُ بَنِيهِ، فَأَدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْهُ. ثُمَّ بَكَى عُمَرُ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: لِمَ تَبْكِي، وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ لَكَ وَأَظْفَرَكَ عَلَى عَدُوِّكَ، وَأَقَرَّ عَيْنَكَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا تُفْتَحُ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَلْقَتْ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»، فَأَنَا أَشْفَقُ عَلَى ذَلِكَ "
1 / 181
٩ - عَنْ سُفْيَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ: ﴿فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [الجاثية: ١٧] قَالَ: فِي الدُّنْيَا
1 / 182
١٠ - عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: «مَا ظَلَمْتُ مُسْلِمًا وَلَا مُعَاهِدًا، وَلَا أَدَعُ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً إِلَّا حَلَقَةَ خَاتَمِي هَذَا، وَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاسْتَقْرِضُوا ثَمَنَ كَفَنِي، وَلَا تَسْتَقْرِضُوا مِنْ زَرَّاعٍ وَلَا مُتَقَبَّلٍ»
١١ - عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ وُهَيْبٍ النُّكْرِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: ⦗١٨٤⦘ وَعَلَيْكُمْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ يَا أُوَيْسُ؟ قَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: مَا تَسْأَلُ رَجُلًا إِذَا أَمْسَى لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُصْبِحُ، وَإِذَا أَصْبَحَ لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُمْسِي، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يُبْقِ لِمُؤْمِنٍ فَرَحًا، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ عِرْفَانَ الْمُؤْمِنِ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِأَمْرِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيقًا، وَاللَّهِ إِنَّا لَنَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَيَتَّخِذُونَا أَعْدَاءً، وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُسَّاقِ أَعْوَانًا، حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ أَنْ أَقُومَ لِلَّهِ بِالْحَقِّ "
١١ - عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ وُهَيْبٍ النُّكْرِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ إِلَى أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، قَالَ: ⦗١٨٤⦘ وَعَلَيْكُمْ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ يَا أُوَيْسُ؟ قَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَيْفَ الزَّمَانُ عَلَيْكُمْ؟ قَالَ: مَا تَسْأَلُ رَجُلًا إِذَا أَمْسَى لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُصْبِحُ، وَإِذَا أَصْبَحَ لَمْ يَرَ أَنَّهُ يُمْسِي، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ الْمَوْتَ لَمْ يُبْقِ لِمُؤْمِنٍ فَرَحًا، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ عِرْفَانَ الْمُؤْمِنِ بِحُقُوقِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ فِضَّةً وَلَا ذَهَبًا، يَا أَخَا مُرَادٍ، إِنَّ قِيَامَ الْمُؤْمِنِ بِأَمْرِ اللَّهِ لَمْ يُبْقِ لَهُ صَدِيقًا، وَاللَّهِ إِنَّا لَنَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَيَتَّخِذُونَا أَعْدَاءً، وَيَجِدُونَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْفُسَّاقِ أَعْوَانًا، حَتَّى وَاللَّهِ لَقَدْ رَمَوْنِي بِالْعَظَائِمِ، وَأَيْمُ اللَّهِ، لَا يَمْنَعُنِي ذَلِكَ أَنْ أَقُومَ لِلَّهِ بِالْحَقِّ "
1 / 183
١٢ - عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَيْمَنَ، قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يُحَدِّثُ النَّاسَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ رَجُلٍ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ، فَكَأَنَّهُ قَبَضَ عَنْهُ ثِيَابَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يَا فُلَانُ، أَخَشِيتَ أَنْ يَغْدُوَ غِنَاكَ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَغْدُوَ فَقْرُهُ عَلَيْكَ؟» قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَشَرٌّ الْغِنَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ غِنَاكَ يَدْعُو إِلَى النَّارِ، وَفَقْرَهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ»، قَالَ: فَمَا يُنَجِّينِي مِنْهُ؟ قَالَ: «أَنْ تُوَاسِيَهُ» . قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلُ، قَالَ الْآخَرُ: ⦗١٨٥⦘ لَا أَرَبَ لِي فِيهِ، قَالَ: «اسْتَغْفِرْ لِأَخِيكَ»
1 / 184
١٣ - عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَوْ وَجَدَ فِيهِ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ يُبَاعُ بِثَمَنٍ لَاشْتَرَاهُ، وَإِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُغْبَطُ فِيهِ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ الْحَالِ، كَمَا يُغْبَطُ فِيهِ الْيَوْمَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ»
1 / 185
١٤ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «يَأْتِي زَمَانٌ يُغْبَطُ فِيهِ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ حَالِهِ، كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ.» فَقِيلَ لَهُ: فَأَيُّ الْمَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ؟ قَالَ: «فَرَسٌ صَالِحٌ، وَسِلَاحٌ صَالِحٌ، يَزُولُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ أَيْنَمَا كَانَ»
١٥ - عَنْ عَبَّادٍ الْأُرْسُوفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَأَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَكَعْبًا جَالِسَيْنِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَسَمِعْتُ كَعْبًا يُحَدِّثُهُ: «إِذَا كَانَ سَنَةَ سِتِّينَ فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيَجْمَعْهُ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَيِّمٌ فَلْيُعَلِّقْهَا مُعَلَّقًا، وَمَنْ كَانَ عَزْبًا فَلَا يَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي وَلَدٍ يُولَدُ بَعْدَ ⦗١٨٧⦘ يَوْمَئِذٍ»
١٥ - عَنْ عَبَّادٍ الْأُرْسُوفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْحَبَشِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَأَيْتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَكَعْبًا جَالِسَيْنِ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَسَمِعْتُ كَعْبًا يُحَدِّثُهُ: «إِذَا كَانَ سَنَةَ سِتِّينَ فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلْيَجْمَعْهُ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَيِّمٌ فَلْيُعَلِّقْهَا مُعَلَّقًا، وَمَنْ كَانَ عَزْبًا فَلَا يَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي وَلَدٍ يُولَدُ بَعْدَ ⦗١٨٧⦘ يَوْمَئِذٍ»
1 / 186
١٦ - عَنْ بَعْضِ الْأَشْيَاخِ، رَفَعَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «خَيْرُ نِسَائِكُمْ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ الْعَقِيمُ»
١٧ - حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَغْبِطَ ذَوَاتُ الْأَحْمَالِ الْعُقَّرَ»
١٨ - عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنَّ مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ مُعَلَّقَةً فِي قُعُورِ الْبُحُورِ، فَإِذَا كَانَ ⦗١٨٨⦘ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ خَرَجُوا أَشْعَارَ النَّاسِ وَأَبْشَارَهُمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ لَأَنْ يُرَبِّيَ الرَّجُلُ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدَهُ "
١٧ - حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَغْبِطَ ذَوَاتُ الْأَحْمَالِ الْعُقَّرَ»
١٨ - عَنْ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شِهَابٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنَّ مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ مُعَلَّقَةً فِي قُعُورِ الْبُحُورِ، فَإِذَا كَانَ ⦗١٨٨⦘ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ خَرَجُوا أَشْعَارَ النَّاسِ وَأَبْشَارَهُمْ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ لَأَنْ يُرَبِّيَ الرَّجُلُ جَرْوَ كَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُرَبِّيَ وَلَدَهُ "
1 / 187
١٩ - عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَمَنَّى أَبُو الْخَمْسَةِ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةٌ، وَأَبُو الْأَرْبَعَةِ أَنَّهُمْ ثَلَاثَةٌ، وَأَبُو الثَّلَاثَةِ أَنَّهُمُ اثْنَانِ، وَأَبُو الِاثْنَيْنِ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ، وَأَبُو الْوَاحِدِ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ»
٢٠ - عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَهُ ثَلَاثَةُ بَنِينَ لَهُ كَأَنَّهُمُ ⦗١٨٩⦘ الدَّنَانِيرُ حُسْنًا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ تَغْبِطُونِي. فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَهَلْ يُغْبَطُ الْمُسْلِمُ إِلَّا بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ بَيْتٍ لَهُ قَصِيرٍ قَدْ عَشَّ فِيهِ خُطَّافٌ وَبَاضَ، فَقَالَ: «لَأَنْ أَكُونَ قَدْ نَفَضْتُ يَدَيَّ مِنْ تُرَابِ قُبُورِهِمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقَعَ عَلَيَّ عِشُّ هَذَا الْخُطَّافِ فَيَنْكَسِرَ بَيْضُهُ» . ٢١ - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بِنَحْوِهِ
٢٠ - عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَهُ ثَلَاثَةُ بَنِينَ لَهُ كَأَنَّهُمُ ⦗١٨٩⦘ الدَّنَانِيرُ حُسْنًا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ تَغْبِطُونِي. فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَهَلْ يُغْبَطُ الْمُسْلِمُ إِلَّا بِمِثْلِ هَؤُلَاءِ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى سَقْفِ بَيْتٍ لَهُ قَصِيرٍ قَدْ عَشَّ فِيهِ خُطَّافٌ وَبَاضَ، فَقَالَ: «لَأَنْ أَكُونَ قَدْ نَفَضْتُ يَدَيَّ مِنْ تُرَابِ قُبُورِهِمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَقَعَ عَلَيَّ عِشُّ هَذَا الْخُطَّافِ فَيَنْكَسِرَ بَيْضُهُ» . ٢١ - عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بِنَحْوِهِ
1 / 188
٢٢ - عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ⦗١٩٠⦘ الْحَارِثِ، قَالَ: دَخَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَسْجِدَ وَأَكْثَرُ أَهْلِهِ. . . . . فَقَالَ: «دَارَتْ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، لَأَنْ يَمُوتَ أَهْلُ دَارِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجُعْلَانِ، وَالْخَنَافِسِ، وَالذِّبَانِ، وَالْحَنْظُبِ»
1 / 189
٢٣ - عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، أَنَّ عَمَّارًا، سَابَّ إِنْسَانًا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَبَ عَلَيَّ فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَوْطِئْ عَقِبَهُ»
٢٤ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ تَنَازَعَا، فَعَابَا، فَاسْتَطَالَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَعَابَ الْمُسْتَطَالِ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَدِمَ فَلَقِيَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: شَعَرْتُ أَنَّكَ قَدْ ⦗١٩٢⦘ تَصَوَّتَّ عَلَى صَاحِبِكَ، قَالَ: بِمَ ذَا يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ قَالَ: «كَثُرَ مَالُهُ وَوَلَدُهُ، وَمَنْ يَكْثُرْ مَالُهُ وَوَلَدُهُ تَكْثُرْ شَيَاطِينُهُ»
٢٤ - عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ تَنَازَعَا، فَعَابَا، فَاسْتَطَالَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ، فَعَابَ الْمُسْتَطَالِ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَدِمَ فَلَقِيَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: شَعَرْتُ أَنَّكَ قَدْ ⦗١٩٢⦘ تَصَوَّتَّ عَلَى صَاحِبِكَ، قَالَ: بِمَ ذَا يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ؟ قَالَ: «كَثُرَ مَالُهُ وَوَلَدُهُ، وَمَنْ يَكْثُرْ مَالُهُ وَوَلَدُهُ تَكْثُرْ شَيَاطِينُهُ»
1 / 191
٢٥ - عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ، وَامْنَعْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ»
٢٦ - عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا تُحِبُّ لِصَدِيقِكَ؟ قَالَ: «يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ، وَيُعَجَّلُ مَوْتُهُ»، قِيلَ: مَا تُحِبُّ لِعَدِوِّكَ؟ قَالَ: «يُكَثِّرُ اللَّهُ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَيُطِيلُ ⦗١٩٣⦘ بَقَاءَهُ»
٢٦ - عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: مَا تُحِبُّ لِصَدِيقِكَ؟ قَالَ: «يَقِلُّ مَالُهُ وَوَلَدُهُ، وَيُعَجَّلُ مَوْتُهُ»، قِيلَ: مَا تُحِبُّ لِعَدِوِّكَ؟ قَالَ: «يُكَثِّرُ اللَّهُ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَيُطِيلُ ⦗١٩٣⦘ بَقَاءَهُ»
1 / 192
٢٧ - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ ﷺ إِلَى رَجُلٍ ذُكِرَ لَهُ عِنْدَهُ لِقَاحٌ يَمْنَحُهُ لِقْحَةً، فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا لِقْحَةً نَمْنَحُهَا النَّبِيَّ ﷺ. فَذُكِرَ لَهُ آخَرُ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ، أَحْسَبُهُ قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ لِقْحَةً، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّ الَّذِي مَنَعَكَ. . . . . لِقْحَهُ، وَمَا لِلَّذِي لَمْ يَمْنَعْكَ لِقْحَةٌ غَيْرُهَا، فَادْعُ اللَّهَ عَلَى مَانِعِكَ، وَادْعُ اللَّهَ لِلَّذِي ⦗١٩٤⦘ مَنَحَكَ، قَالَ: «أَمَّا الَّذِي مَنَعَنَا فَأَكْثَرَ اللَّهُ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَمَّا الَّذِي مَنَحَنَا فَجَعَلَ اللَّهُ رِزْقَهُ كَفَافًا يَوْمًا بِيَوْمٍ»
1 / 193
بَابٌ فِي الْخَدَمِ
٢٨ - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: «مَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنِ السُّلْطَانِ قُرْبَانًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا، وَلَا كَثُرَ مَالُ عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ، وَلَا كَثُرَ تَبِعُهُ إِلَّا كَثُرَتْ شَيَاطِينُهُ، وَمَنْ أَصْبَحَ أَكْبَرُ هَمِّهِ غَيْرُ اللَّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ»
٢٨ - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: «مَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنِ السُّلْطَانِ قُرْبَانًا إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللَّهِ بُعْدًا، وَلَا كَثُرَ مَالُ عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّ حِسَابُهُ، وَلَا كَثُرَ تَبِعُهُ إِلَّا كَثُرَتْ شَيَاطِينُهُ، وَمَنْ أَصْبَحَ أَكْبَرُ هَمِّهِ غَيْرُ اللَّهِ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ، وَمَنْ لَمْ يَهْتَمَّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ»
1 / 196
٢٩ - عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي دَعْوَةِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَإِذَا الْمُتَحَفِّلُونَ وَالْمُتَحَفِّلَاتُ الْفِتْيَانُ وَالْفَتَيَاتُ خَدَمٌ كَثِيرٌ، إِذْ دَخَلَ مَالِكٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَيْ مَالِكٍ، أَكُلُّ هَؤُلَاءِ شَيَاطِينُكَ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَشَيَاطِينُ هَؤُلَاءِ؟ إِنَّهُمْ يُصَلُّونَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَمَّا قَوْلُ اللَّهِ ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ﴾ [النساء: ٥] الَّتِي هُمُ الْعِيَالَاتُ وَالْخَدَمُ، وَيَجْعَلُكَ اللَّهُ قَيِّمًا عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ وَأَنْتَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، هُمْ شَيَاطِينُ أَوْبِهِمْ، فَأَبْصَرَ مَالِكٌ ⦗١٩٨⦘ ذَلِكَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَرْسَلَ إِلَى مَالِكٍ، فَقَالَ: أَكْثَرْتُمْ وَأَطَبْتُمْ "
1 / 197
٣٠ - عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «لَا تُكْثِرُوا مِنَ الْخَدَمِ فَتَكْثُرَ الشَّيَاطِينُ»
٣١ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَدْ سَمَّاهُ، يَرْفَعُهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهَا فَارِسُ وَالرُّومُ، سَلَّطَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»
٣٢ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهَا فَارِسُ وَالرُّومُ سُلِّطَ شِرَارُهَا عَلَى خِيَارِهَا»
٣١ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَدْ سَمَّاهُ، يَرْفَعُهُ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهَا فَارِسُ وَالرُّومُ، سَلَّطَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ»
٣٢ - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ، وَخَدَمَتْهَا فَارِسُ وَالرُّومُ سُلِّطَ شِرَارُهَا عَلَى خِيَارِهَا»
1 / 198