وقد لاقى شوقي في حياته هجوما عنيفا من خصومه، بعض هؤلاء الخصوم يحملون على شخصه، ولم يكن يحفل بهم، وبعضهم الآخر كان يحمل على طريقته وأسلوبه، وقد اهتم بهم، ولكنه لم يتول الرد عليهم، كان يرى أن الشاعر هو الشعر، فهل يستطيع أن يفسر نفسه بنفسه؟ هل يستطيع إذا سئل ما هو أن يجيب ما هو؟
إن الشعر، والموسيقى، والنحت، والرسم، وكل الآثار الفنية مثل مفاتن الطبيعة لا ينبغي أن نسألها عن سر فتنتها؛ فالجواب ليس عندها، ولكن عندنا نحن الذين أخذتنا فتنتها وعبرنا عنها بقصيدة، أو لحن، أو تمثال، أو لوحة.
وفي المهرجان الذي بايعه فيه شعراء العرب بإمارة الشعر، قال شوقي يحيي من بايعوه:
إنما أظهروا يد الله عندي
وأذاعوا الجميل من إحسانه
ما الرحيق الذي يذوقون من كرمي
وإن عشت طائفا بدنانه
وهبوني الحمام لذة سجع
أين فضل الحمام في تحنانه؟
وتر في اللهاة ما للمغني
Unknown page