Zucama Wa Fananun

Kamil Shannawi d. 1376 AH
129

Zucama Wa Fananun

زعماء وفنانون وأدباء

Genres

وهي عيوب بيضاء، قد تنال منه كإنسان، ولكنها لن تنال منه كشاعر عظيم عبقري!

أما أبياته التي قال فيها عن أمين نخلة: هذا ولي لعهدي، فيخيل لي أنه أراد أن يداعب بها أمين نخلة، ومن يدري لعل أمين نخلة هو الذي أراد أن يداعب القراء!

البلبل الصغير بين شوقي وخصومه

البلبل الصغير!

هكذا كانوا يسمونه منذ ثلاثين عاما، وقد ظل خمس سنوات يحمل لقب بلبل، ثم لقب بلبل صغير ثم لقب مطرب الملوك والأمراء، وأخيرا تنازل عن جميع هذه الألقاب، واحتفظ منها بلقب واحد، هو لقب الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب!

لمع نجم عبد الوهاب لأول مرة خلال الفترة بين عامي 1921 و1926، وكان شوقي قد سمعه فأعجب به وتحمس له، وأخذ يمهد له طريق المجد، فلا يمر يوم دون أن يطالع القراء صورته في المجلات الفنية والأدبية مقترنة بكلمة أو مقال أو قصيدة في التغني بصوته، والإشادة بموسيقاه.

وكان شوقي يتراءى من خلال ما تكتبه الصحف عن عبد الوهاب، فقد أعجب بعبد الوهاب، وشغف بصوته حبا، وكانت المعركة على أشدها بين شوقي وخصومه، وظهر في ذلك الحين كتاب الديوان للكاتبين الكبيرين العقاد والمازني، وقد تناول هذا الكتاب شعر شوقي وشخصه وتاريخه وحياته بالهجوم والنقد والتجريح، وانقسمت الصحف إلى معسكرين؛ أحدهما يدافع عن شوقي ويهاجم العقاد والمازني، والآخر يهاجم شوقي ويشيد بأدب العقاد والمازني.

وكان أنصار شوقي يتعصبون له ضد خصومه، فكل ما يصدر عن خصومه سخيف حقير مبتذل سواء كان أدبا أو فنا أو مذهبا سياسيا؛ وكان خصومه يتعصبون ضده، فالحسن عنده قبيح عندهم، وما يراه صوابا يرونه خطأ ، والبلبل الصغير ليس إلا غرابا!

وأخذ المازني - رحمه الله - يهاجم عبد الوهاب في جلساته الخاصة، ويقول إن صدر عبد الوهاب ضيق، فهو لا يصلح أن يكون مغنيا ولكن يصلح أن يكون مريضا!

وكان المازني لم يسمع عبد الوهاب بعد، ورأى أحد أصدقاء عبد الوهاب أن يحميه من هجوم المازني عليه، فأقام حفلة في داره دعا إليها المازني والعقاد، وغنى عبد الوهاب في الحفلة، وأبدى العقاد إعجابه بصوت عبد الوهاب، وقال إنه لا عيب فيه إلا إعجاب شوقي به! ولما سئل عن رأيه في عبد الوهاب قال: صوته قوي عذب جذاب، واستعداده الفني عظيم، وقيل له: هل تمنعك خصومتك لشوقي من أن تقول كلمة عن عبد الوهاب؟

Unknown page