456

وقدم العزيز لتقدم العلم بقدرته على العلم بحكمته. ورفعهما على البدل من الضمير ، أو الصفة لفاعل «شهد».

وفي المدارك (1) «روي عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم : «من قرأ هذه الآية عند منامه خلق الله تعالى منها سبعين ألف خلق يستغفرون له إلى يوم القيامة. ومن قال بعدها : وأنا أشهد بما شهد الله به ، وأستودع الله هذه الشهادة ، وهي لي عند الله وديعة ، يقول الله تعالى يوم القيامة : إن لعبدي عندي عهدا وأنا أحق من وفي بالعهد ، أدخلوا عبدي الجنة».

وقال سعيد بن جبير : «كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما ، فلما نزلت : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو )، خررن سجدا». وهو دليل على فضل علم أصول الدين وشرف أهله.

وقوله : ( إن الدين عند الله الإسلام ) جملة مستأنفة مؤكدة للأولى ، أي : لا دين مرضي عند الله تعالى سوى الإسلام ، وهو التوحيد والتدرع بالشرع الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآلهوسلم .

وقرأ الكسائي بالفتح (2) على أنه بدل من «أنه» ، بدل الكل إن فسر الإسلام بالإيمان أو بما يتضمنه ، وبدل الاشتمال إن فسر بالشريعة.

( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب ) من اليهود والنصارى ، أو من أرباب الكتب المتقدمة ، في دين الله الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم . فقال قوم : إنه حق ، وقال قوم : إنه مخصوص بالعرب ، ونفاه آخرون مطلقا أو في التوحيد. فثلث النصارى ، وقالت اليهود : عزير ابن الله. وقيل : هم قوم موسى اختلفوا بعده. وقيل : هم النصارى

Page 461