338

الردى ، ومن ذلك القعود عن الجهاد لمحبة الحياة ، وهو شر لما فيه من الذل والفقر في الدنيا ، وحرمان الغنيمة والأجر في العقبى. وإنما ذكر «عسى» لأن النفس إذا ارتاضت ينعكس الأمر عليها.

( والله يعلم ) ما هو خير لكم وما يصلحكم ( وأنتم لا تعلمون ) ذلك. وفيه دلالة على أن الأحكام الشرعية تتبع المصالح الراجحة وإن لم يعرف عينها.

( يسئلونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (217))

قال المفسرون : بعث رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم سرية من المسلمين ، وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي ، وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وآلهوسلم ، ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو بن عبد الله الحضرمي ، وذلك قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة ، فانطلقوا حتى هبطوا نجلة (1)، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة قريش في غرة رجب ، وكانوا يظنون أنه من آخر جمادى الآخرة ، فقتلوه وأسروا اثنين وغنموا عيره ، وكان ابن الحضرمي أول قتيل قتل بين

Page 343