293

وفيه توكيد للحكم ، وترغيب في الفعل ، وتطييب على النفس.

والصوم في اللغة الإمساك عما تنازع إليه النفس. وفي الشرع الإمساك عن المفطرات المعلومة شرعا ، فإنها معظم ما تشتهيه الأنفس.

( لعلكم تتقون ) المعاصي ، فإن الصوم يكسر الشهوة التي هي مبدأها ، والصائم أردع لنفسه عن مواقعة السوء. عن النبي صلى الله عليه وآلهوسلم أنه قال : «خصاء أمتي الصوم». وعنه عليه السلام : «من لم يستطع الباه فليصم ، فإن الصوم له وجاء» (1). أو تتقون بالمحافظة عليها وتعظيمها (2) بعدم الإخلال بأدائه ، لأصالته وقدمه. وتخصيص المؤمنين بالخطاب لقبولهم لذلك ، ولأن العبادة لا تصح إلا منهم ، ووجوبه عليهم لا ينافي وجوبه على غيرهم.

( أياما معدودات ) مؤقتات بعدد معلوم أو قلائل ، فإن القليل من المال يعد عدا ، كقوله : ( دراهم معدودة ) (3)، والكثير يهال (4) هيلا. ونصبها ليس بالصيام ، لوقوع الفصل بينهما ، بل بإضمار «صوموا» لدلالة الصيام عليه. والمراد بها رمضان ، أو ما وجب صومه قبل وجوبه ونسخ به ، وهو عاشوراء ، أو ثلاثة أيام من كل شهر ، كما قال قتادة. أو ب «كما كتب» على الظرفية ، أو على أنه مفعول ثان ل «كتب عليكم» على السعة.

وقيل : معناه : صومكم كصومهم في عدد الأيام ، كما روي أن رمضان كتب على النصارى ، فوقع في برد أو حر شديد ، فحولوه إلى الربيع ، وزادوا عليه عشرين

Page 298