Zubdat al-fikra fī tārīkh al-hijra
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
الفارط من امرهم ورتقوا ما فتقوا بغدرهم واوجه الينا وجه عذرهم وانهم ربما الينا حال دخولهم الديار المصرية رسلا لاصلاح تلك القضية فبقينا بدمشق غير متحثحثين وتثبطنا تثبط المتملكين المتمكنين فصدهم عن السعي في صلاح حالهم التواني وعلوا نفوسهم عن اليقين بالاماني ثم بلغنا بعد عودنا إلى بلادنا انهم القوا في قلوب العساكر والعوام وراموا جبر ما اوهنوا من الاسلام انهم فيما بعد يلتقوننا على حلب والفراة وان عزمهم مصر على ذلك لا سواه فجمعنا العساكر وتوجهنا للقياهم ووصلنا الفرات مرتقبين ثبوت دعواهم وقلنا لعلهم وعساهم فما لمع لهم بارق ولا ذر شارق فتقدمنا الى اطراف حلب وتعجبنا من بطؤهم غاية العجب فبلغنا رجوعهم بالعساكر وتحققنا نكوصهم عن الحرب وفكرنا أنه متى تقدمنا بعساكرنا الباهرة وجموعنا العظيمة القاهرة ريما اخرب البلاد مرورها وباقامتهم فيها فسدت امورها وعم الضرر العباد والخراب البلاد فعدنا بقيا عليها ونظرة لطف من الله اليها.
المشهورة ومشتغلون بصنع المجانيق وآلات الحرب وعازمون بعد الانذار وما ئا معذبين حتى نبعث رشوة وقد سيرنا حاملي هذا الفرمان الأمير الكبير ناصر الدين علي خواجه والامام العالم ملك القضاة كمال الدين موسي بن يونس وقد حملناهما كلاما يشافهاهم به فليثقوا بما تقدمنا به اليهما فانهما من الأعيان المعتمد عليهما لنكون كما قال الله تعالى قل قله الحجة البالغة مملو شاء لهداكم أجمعين فتعدوا لنا الهدايا والتحف فما بعد الانذار من عاذر وان لم يتدار كوه الامر فدماء المسلمين واموالهم مطلولة بتدبيرهم ومطلوبة منهم عند الله على طول تقصيرهم فليمعن السلطان لرعيته النظر في امره فقد قال صلى الله عليه وسلم: و من و الله أمرا من أمور هذه الأمة وأختجب دون حاجتهم وخليتهم وفريم اختب الله دون خاجيد وخلته وفره . وقد اعذر من انذر وانصف من حذر والسلام علي من اتبع الهدى كتب في العشر الأوسط من شهر رمضان بجبال الأكراد والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى وآله الطاهرين.
Page 353