Zubdat al-fikrat fi tarih al-higrat
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
السلعوس الى الثغر المحروس لتجهيز الاقمشة وتحصيل أصناف الأمتعة واستخراج المال وترتيب الاحوال بين يدى قدوم الركاب فوجد نواب الأمير بدر الدين بيدرا بالثغر قد استولوا على المتاجر وادخروا منها ما ليس في الحواصل السلطانية ولا الذخائر فجدد المفاوضة مع السلطان في ذلك بالمكاتبة واكد ما كان أوحاه اليه بالمخاطبة وارسل يعرفه انه لم يجد بالثغر من الأموال وع الاستعمالات ما يفي بالاطلاقات على جاري العادة فاستشاط السلطان غضبا على بيدرا واستدعاه بحضور الخاصكية والأمراء وأغلظ له في الكلام ولسعة بحمة الشتم والسب والملام وتوعده بأشد الوعيد وتهدده اتم التهديد حتى خاف ان يسطو في ذلك الوقت عليه او يمد داليد بالاذي اليه فتلطف وتنصل حتى خرج من بين يديه فجمع خوشداشيته الاعيان واطلعهم على ما في باطن السلطان من الشنان وهم الأمير حسام الدين الاجين المنصوري وفي قلبه ما فيه من الاهنة التي نالته والنكبة التي اصابته والأمير شمس الدين قراسنقر وهو واجد لعزله من الممالك الحلبية واحضاره في غير شيء الى الديار المصرية وغيرهما من الأمراء الذين كانوا مطلعين على سره وما منهم الا من هو متغير النية لتأخرهم وتقدم صغار الخاصكية ولما جمعهم بيدرا وترددت بينهم الآراء فاتفقوا على الوثوب بالسلطان قبل أن يثب عليهم والايقاع به قبل الايقاع بهم وكان لما طالعه الوزير بقلة الحواصل بالثغر اعطى الامراء دستورا ليتوجه كل واحد منهم الى اقطاعه وكذلك المقدمين والمفاردة ولم يترك معه الا المماليك الخواص ورسم بتوجه عامتهم الى القلعة تخفيفا لكثرتهم فركبوا ليتوجهوا وتوجه بعض الأمراء قاصدا نحو اقطاعه وبعضهم على عزم التوجه وفي اثناء ذلك ركب السلطان في نفر يسير من خواصه ليتصيد قريبا من الدهليز وكان اذ ذلك الوقت نازلا على تروجة فأخبر بيدرا ومن عنده من الأمراء انه قد ركب منفردا فقالوا هذا وقته انتهاز الفرصة فشدوا تراكيشهم وركبوا الى نحوه وهم بدر الدين بيدرا وحسام الدين لاجين وشمس الدين قراسنقر وسيف الدين بهادر راس النوبة وشمس الدين اقسنقر الحسامي وسيف الدين نوغيه ومحمد خواجا وطرنطاي الساقي والطنبغا راس النوبة ومن انضم اليهم وكان دون و السلطان مخاضة فخاضوها فلما اقبلوا اليه عصبة واحدة احسن منهم بالشر وظهرت له علامة الغدر فاعجلوه عن الكلام وعاجلوه بالكلام وعلوه بالحسام وقيل ان بيدرا كان ضاربه أولا ولاجين كان المجهز عليه ثانيا وتركوه صريعا يمج دما نجيقا وكان بتروجة واليا عز الدين ايدمر الفخرى فحمل السلطان على جمل من الموضع الذي قتل فيه الى ساحل البحر وحمل في مركب إلى المدينة ودفن بتربته فكانت مدة مملكته ثلاث سنين وشهرين.
ذكر ما تجدد للأمير بدر الدين بيدرا وجماعة الامراء بعد ذلك
Page 296