Zubdat al-fikrat fi tarih al-higrat
زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة
Genres
سنة سبع وثمانين وستمائة
ذكر واقعة كانت بين قبلاي قآن وقيدو
او كديه بن جنكز خان احد ملوك التتار و كان سببها ان اميرا من امراء قبلاي يسمى طردغا احس بأن قبلاى قد تغير له وعزم على الايقاع به فهرب ولحق بقيدو وحسن له قصد قبلاي وحربه واطمعه في اخذ مملكته وقال له انه قد كبر سنه وما بقي ينهض بتدبير ملكه وانما اولاده هم الذين يتولون الأمور وهم صبيان فسار قيدو بجيوشه القصده وسار طردغا صحبته وبلغ ذلك قبلاى فجهز جيوشه وارسلها و صحبة ولده مغان لحربه فلما وصل قيدو قريبا من القوم بلغه أنهم في جمعية كبيرة وكثرة غزيرة فاراد الرجوع من فوره فقال له طردغا يعطيني الملك تومان من نقاوة العسكر وانا ادبر له الحيلة واكسرهم قال له قيدو و كيف تصنع قال أن الطريق التي قدامنا فيها واد بين جبلين فاتوجه بالتومان واكمن في الوادي ويتقدم الملك إلى القوم حتى اذا وقعت العين على العين يرجع موليا فهم لا بد يتبعونه فاذا تبعوه يستدرجهم الى ان يصيروا بين الوادي وبينه فاخرج اليهم ويلتف العسكر عليهم ففعل قيدو كذلك وكمن الكمين مع طردغا نوين وسار حتى تقابل العسكران ووقع العيان على العبان فطمع عسكر قبلاى فيهم لقلتهم وحملوا عليهم فما ثبتوا لحملتهم وانهزموا قدامهم راجعين وتبعوهم طامعين حتى اذا تجاوزوا مكان الكمين خرج عليهم طردغا نوين فيمن معه من نقاوة التوامين ثم كز عليهم قيدوا بمن معه فكسروا عسكر قبلاي اشد كسرة واثخنوا فيهم وقتلوا منهم خلقا كثيرا ثم ساروا في آثارهم حتى اشرفوا على ديارهم فنهبوا من النساء والصبيان خلقا عظيما وجلب من ذلك السبي عدة من مماليك إلى الديار المصرية ونجا تمغان بن قبلا في عدة قليلة من أصحابه فلما وصل الى ابيه قبلاي سخط عليه وارسله الى بلاد الخطا فمات بها.
Page 262