============================================================
اليها . والأشياء كلها مختلطة بعضها إلى بعض، محتاجة بعضها لبعض(1)، مركبة بعضها من بعض. فمنها موافقة بعضها لبعض، ومنها مخالفة بعضها لبعض في جوهرها. وهو جل وتعالى خالقها ومركبها ومؤلفها ومفسدها ومصلحها. فهو ال الفرد المتفرد عنها، الممتنع من الاختلاط بها، متوحد بالفردانية، والأشياء كلها يسق بمنفردة بعضها عن بعض، بل هي مزدوجة وليست بواحدة، بل هي قابلة بعضها بعضا، لحاجتها إليها، وموافقتها لها، متضادة لمخالفتها بعضها بعضا وهو عز وجل لا يقال له موافق لها، ولا مخالف لها في جوهر ولا طبيعة ولا قوة، لأنه خالق الجوهر والطبيعة والقوة. فهو لا(2) متصل بها، ولا منفصل عنها ، والاتصال يدل على الانفصال. وهو خالق الاتصال والانفصال. فهو لا يتصل ولاا ي نفصل، بل هو "الفرده الخالق لكل ما نالثه العقول من هذا العالم. والفرد اسم من أسمائه، والزوج اسم من أسماء المخلوقين. تبارك الله الفرد.
ومن صفاته "الوتر". وهما لغتان؛ "وثر" و"وثر"، بفتح الواو وكسرها.
ويقال: الكسر هو لغة بني تميم، وعليه عامة الناس. قال الله عز وجل (والشفع والوتر [الفجر: 3]. وأكثر القراءة على كسر الواو . وقرأ قوم بفتح الواو. ومنهم أبو عمرو بن العلاء وغيره، وهي لغة أهل الحجاز، يقولون للفرد "وثر".
قال المفسرون في قوله (والشفع والوثر: الوتر هو الله، والشفع هوا الخلق. والوتر بمعنى الفرد، والشفع بمعنى الزوج(3). والله عز وجل وتر لا شفع له، أي لا زوج له من شكل أو ضد، والأشكال والأضداد هي شفع بعضها (1) سقطت الجملة من ب.
(2) لا : سقطت من ب.
(3) ينظر : تفسير غريب القرآن للإمام زيد بن علي، مخطوطة برنستن، ص 298 . ونقل الطبري في عدة روايات عن مجاهد أن الشفع: الزوج، والوتر: الله. انظر: التفسير 208/30 . وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القران ص 526: "الشفع : يوم الأضحى، والوتر: يوم عرفة.
والشفع في اللغة اثنان، والوتر واحد. قال قتادة: الخلق كله شفع ووتر، فأقسم بالخلق.
وقال عمران بن حصين: الصلاة المكتوبة منها شفع ووتر. وقال ابن عباس: الوتر آدم، شفع بزوجه حواء عليهما السلام. وقال أبو عبيدة: الشفع : الزكا وهو الزوج، والوتر: الخسا وهو الفرد". وانظر: مجاز القرآن 297/2 .
Page 199