238

Zahirat Madd Wa Jazr Bihar

ظاهرة مد وجزر البحار في التراث العلمي العربي: مراحل تطور النظريات العلمية التي تفسر ظاهرة المد والجزر في البحار وإسهامات العلماء العرب والمسلمين فيها مع تحقيق مجموعة من المخطوطات العربية المتعلقة بالموضوع

Genres

فقد علمت ما سمعت أن محالها مختلفة ولا شيء منها محله

177

قعر البحر. فإن قلت: فما تدفع المعارضة الثانية بين حديث ابن

178

عمرو السابق، وبين حديث أبي هريرة وما أخرجه أبو االشيخ عن عثمان الأعرج، فإن حديث ابن عمرو بإطلاقه يقتضي أن مقر الكل في مقر الأرض الثانية، والآخران يخالفانه، وحديث أبي هريرة يقتضي أن الشمال مقرها النار والجنوب مقرها الجنة والآخر يخالفه.

قلت: أما حديث ابن عمرو

179

فمحمول على الريح العقيم كما صرح به حديث كعب، وأما حديث عثمان فمحمول على أن الأجنحة المذكورة مسكنها بعد خروجها من مقرهما، وأما بقية الرياح فلا مانع من حمل مسكنها تحت الأجنحة على مقرها ابتداء خلقها؛ إذ لا معارض فاندفعت المعارضة بين هذه الأخبار.

فإن قلت: فما جوابك عما أخرجه السيوطي في الهيئة عن أبي عبيد وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن أبي الدنيا وأبي الشيخ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: الرياح ثمان أربع منها رحمة وأربع عذاب؛ فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات، وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر والعاصف والقاصف وهما في البحر، فإنه معارض لما ذكرته فإنه صريح في أن أرواح العذاب مقر اثنين منها البر واثنين منها البحر، وإذا ثبت أن البحر مقر اثنين منها جاز أن يكون الشمس تحركهما فيحصل المد.

قلت: لما ذكر العقيم منها ومقرها في الأرض الثانية كما جاء في الحديثين االسابقين، تبين

Unknown page