Zahir Fi Gharib Alfaz Shafici
الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي
Investigator
مسعد عبد الحميد السعدني
Publisher
دار الطلائع
ان الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتا دعائمه اعز واطول١
أراد أن دعائمه أعز عزيز، وأطول طويل.
وأما قول الله ﷿: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ ٢ ففيه غير قول: أحدها: وهو هين عليه وقال بعضهم: الهاء في عليه راجعة إلى الإنسان المخلوق كأنه قال: وهو أهون على الإنسان من إنشائه النشأة الأولى.
وقال أبو اسحاق الزجاج: خاطب الله ﷿ العباد بما يعقلون فأعلمهم إنه يجب عندهم أن يكون البعث أسهل من الابتداء وجعله مثلا لهم فقال تعالي: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ٢ أي أن قوله تعالى: ﴿وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ ٢ قد ضربه مثلا لكم فيما يصعب ويسهل.
وروى عن النبي ﷺ أنه قال في الصلاة: "تحريمها التكبير وتحليلها التسليم" ٣. فالتحريم أصله من قولك: حرمت فلانا عطاءه أي: منعنه اياه وكل ما منع فهو حرم وحرم وحرام وأحرم الرجل بالحج إذا دخل فيما يمنع معه من أشياء كانت مطلقه له مثل: قتل الصيد وقضاء التفث والجماع وإظهار الرفث وغيره مما منع المحرم منه.
وفضاء التفث: حلق العانه وقص الشارب ونتف الإبط فكذلك المكبر للصلاة صار ممنوعا من الكلام والعمل الذي هو غير عمل الصلاة،
١- البيت مطلع قصيده له في "دياونه" "ص ٤٨٩" والبيت في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة معمر بن المثنى "٢/١٢١ برقم ٦٩٦" و"الكامل" للمبرد "٢/٣٠٨" والنقائص "برقم ٣٩" وتفسير القرطبي "١٤/٢١" والطبري "٢١/١٢" والخزانة "٣/ ١٤٧، ٤٨٠" والعيني "٤/٤٢ هامش الخزانة" وشأن الدعاء للخطابي "ص ٦٧" ونوادر المخطوطات "مجلد ١/٢٩٨" ومعاهد التنصيص "١/ ١٠٣، ١٠٤" واللسان "عزز". ٢ سورة الروم، الآية ٢٧. ٣-صحيح: أخرجه أبو داود برقم "٦١" والترمذي برقم "٣" وابن ماجه برقم "٢٧٥" وأحمد "١/ ١٢٣، ١٢٩" والشافعي في "الأم" "١/٨٧" وغيرهم كثير من حديث على بن أبي طالب، وأوله: "مفتاح الصلاة الطهور". وهو مخرج في كتاب الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين برقم "١ – بتحقيقي".
1 / 60