129

Zahir Fi Gharib Alfaz Shafici

الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي

Investigator

مسعد عبد الحميد السعدني

Publisher

دار الطلائع

باب السلم
السلم والسلف واحد يقال سلم واسلم وسلف واسلف بمعنى واحد وهذا قول جميع أهل اللغة الا أن السلف يكون قرضا ايضا وفي حديث النبي ﷺ " انه تسلف بكرا" ١ معناه انه اقترضه ليرد مثله وكذلك استسلفه.
قال: "واشترى ابن عمر راحله باربعه ابعره" الراحله: البعير النجيب الذي يركبه سراه الناس في اسفارهم ومنه قول النبي ﷺ: "تجدون الناس كابل مائه ليس في لها راحله"٢. وذلك أن الراحله تعز في الابل لفراهتها ودلها وجودتها وادبها وصبرها على تعب السير السريع وكذلك الرجل الفاضل المهذب الاخلاق الطاهر من ادناس الدنيا والاغترار بزخرفها نادر في الناس عزيز الا ترى أن فقهاء اصحاب رسول الله ﷺ لم يتتاموا عشرين وكذلك زهادهم كانوا دون العشرين مع توافرهم وكثرة عددهم فاراد النبي ﷺ انكم تجدون الخير الفاضل نادرا في الناس كالراحله النجيبه في الابل المائه.
وفصح النصارى: عيد لهم معروف وقال الشافعي ﵀ في صفة الحنطه "اذا اسلم فيها يصفها بالحداره والدقه" فحدارتها امتلاء حبها وسمنها ومنه يقال غلام حادر إذا سمن وامتلأ وقول الله ﷿: ﴿وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ﴾ ٣ بالدال معناه مودون في السلاح كأنه لما لبس السلاح فخم وعظم فقيل له حاذر.
وقال في صفة الرقيق خماسى أو سداسي فالخماسي الذي يكون طوله خمسة اشبار وقال ابن شميل غلام خماسي ورباعي قال خمسة اشبار واربعة اشبار وإنما يقال خماسى ورباعى فيمن يزداد طولا ويقال في الثوب سباعى.

١- صحيح: أخرجه مالك "٢ / ٦٨٠ برقم ٨٩ – طبعة عبد الباقي / الحلبي" ومسلم "٥ / ٥٤" وأبو داود "٣٣٤٦" وغيرهم من حديث أبي رافع موليى رسول الله ﷺ.
٢- متفق عليه: من حديث ابن عمر رضى الله عنهما.
٣- سورة الشعراء الآية ٥٦.

1 / 145