Zacim Thair Ahmad Curabi
الزعيم الثائر أحمد عرابي
Genres
ويقول عرابي: إن كل آلاي من المشاة كان مؤلفا من 3000 مقاتل، فيكون مجموع الجند يوم ضرب الإسكندرية 12000 من البيادة «المشاة» و700 من الطوبجية.
أما الأسطول البريطاني فكان مؤلفا من ثماني مدرعات كبيرة، وخمس سفن مدفعية وسفينة للطربيد وأخرى كشافة.
ومعظم مدافع هذا الأسطول من طراز أرمسترنج وعددها 77 مدفعا، والأسطول من هذه الناحية كان أقوى سلاحا من الحصون، وكان يفوقها في سرعة تحركه وابتعاده عن الهدف، على حين أن الحصون كانت مستقرة يسهل على الأسطول رميها بمدافعه فيصيبها. وكانت خطته في الضرب أن تجتمع عدة بوارج فتصوب نيرانها نحو حصن واحد فتدمره أو تسكته، ثم تتحول إلى الحصن الذي يليه ... وهكذا تستطيع أن تدمر الحصون حصنا بعد حصن، بينما الحصون لا تستطيع أن ينجد بعضها بعضا، فهذه المقابلة وحدها تنبئ مبدئيا بمصير الضرب، وتدل على أن كفة الأسطول البريطاني كانت أرجح بكثير من كفة الحصون المصرية.
أصدر الأميرال سيمور يوم 10 يوليو سنة 1882 تعليماته إلى بوارجه، لكي تأخذ مواقفها يوم الضرب على الترتيب الذي وضعه.
واتخذت البوارج موقفها على هذا النحو ليلة الضرب ... أما عن الاستعداد للضرب من ناحية الحصون، فقد استدعى عرابي في تلك الليلة الأميرالاي إسماعيل بك صبري قومندان حصون الإسكندرية، وكان عرابي وقتئذ «بالترسانة» يصحبه محمود باشا فهمي وطلبة باشا عصمت ومحمد باشا كامل وكيل نظارة البحرية، وأصدر إليه تعليماته، فانصرف إسماعيل بك صبري والتقى بضباط الحصون، ووزع كلا منهم في مركز عمله.
وأصدر أيضا تعليماته بتوزيع جنود الحامية على خطوط الاستحكامات من برج السلسلة شرقا إلى قلعة العجمي غربا.
وفي ليلة 11 يوليو كانت البوارج الإنجليزية على أهبة القتال، أما الأسطول الفرنسي فقد انسحب إلى بورسعيد تنفيذا لتعليمات حكومته، ولم يترك سوى سفينتين لم تعملا عملا ما ... وهكذا ترك الفرنسيون الإنجليز وحدهم ينفردون بالضرب والقتال، ولو اشتركوا معهم لتغير وجه المسألة المصرية، ولما استطاع الاحتلال الإنجليزي أن يثبت أقدامه في البلاد.
مأساة الضرب
في الساعة السابعة من صبيحة يوم الثلاثاء 11 يوليو سنة 1882 أعطى الأميرال سيمور إشارة الضرب ... فأطلقت البارجة «ألكسندرا» أول قنبلة على طابية الإسبتالية، وتلتها البوارج الأخرى، فأخذت تطلق قنابلها المدمرة على حصون المدينة وعلى المدينة ذاتها. أما القلاع فلم تجب على الضرب إلا بعد الطلقة الثالثة، بعد خمس دقائق، وكان الضرب من جانب الأسطول الإنجليزي شديدا مروعا، فكانت قنابله محكمة المرمى شديدة الفتك، أما القلاع فكانت ضعيفة متراخية وسقط كثير منها في البحر دون أن تصل إلى البوارج الإنجليزية.
وكانت البوارج أثناء الضرب تتحرك في سيرها، يحجبها عن الأعين دخان كثيف فلا يستطيع الرماة المصريون إحكام المرمى وإصابة الهدف منها، وكل بارجة بها شبكة من الفولاذ، إذا أصابتها قنبلة من قنابل الحصون صدت قوتها بحيث تضعف إذا نفذت إلى البارجة ذاتها، وقد ساعد على إحكام المرمى من جانب الأسطول أن الاستعداد الحربي من ناحية الإنجليز أقوى وأعظم منه من جانب القلاع المصرية، إذ كانوا مطلعين على دقائق الاستحكامات، ومبلغ ما بها من المدافع والميرة والذخيرة ومخازن القنابل فيها، بخلاف العرابيين فإن معلوماتهم عن قوات الإنجليز كانت مشوشة ضئيلة، وكانوا يظنون أن البوارج الإنجليزية لا تقوى على هدم القلاع ولا تقف أمام مرمى قنابلها، وقد اتضح عكس ما يظنون، فإن البوارج قد دكت الحصون وعطلت مدافعها، في حين أن الأسطول الإنجليزي لم يصب بضرر يذكر.
Unknown page