97

Yulyu

يوم ١١ يوليه سنة ١٨٨٢

Genres

Chiltern

إحدى سفن شركة التلغراف الشرقية، الإسترن تلجراف

Eastern Télégraphe Cie

الذي كان حاضرا هذه الواقعة في ذلك اليوم. وهذا ما قاله:

لقد عجبت من هذه البطولة التي لا يمكنني أن أدرك كنه كيفيتها، والتي كانت تتحلى بها الجنود الذين يطلقون مدافع حصن الأطة، كما عجبت أشد العجب من الموقف الذي وقفه قائد هذا الحصن قرب سارية علمه وهو بمفرده والمنظار في يده ينظر منه الأثر الذي أحدثته المقذوفات التي كانت تنطلق.

لقد كان حقا رجلا شجاعا مزدريا عدد المقذوفات التي كانت تلقى على حصنه، ذلك الحصن الذي كان يجاوب هذه المقذوفات بإطلاق مقذوفاته كلما مرت عشر دقائق. ثم رفعت البارجة إنفلكسيبل مرساتها وشرعت تصوب قنابل مدافعها الضخمة إلى هذا الحصن، ويظهر أنها دكت أسسه ودمرته تدميرا. وفي منتصف الساعة الثانية بعد الظهر سددت قنبلة إلى مستودع باروده، ولا بد أنها أصابته ودخلت فيه؛ لأنه انفجر في منتصف الساعة الثالثة ونصف، ولا بد أيضا أنه قتل جنود كثيرون في هذا الحصن؛ لأن عددا كبيرا منهم طار في الفضاء، والضابط الذي كان واقفا فيه وقفة الأسد في عرينه طار في الهواء هو وسارية علمه. ا.ه.

هذه كانت خاتمة ذلك البطل الصنديد وجنوده البواسل، وبعد هذا الانفجار أخلت الحامية حصن الأطة ورحلت عنه.

وقد اتجهت المدرعات الخمس على أثر تدميرها حصن الأطة نحو قلعة فاروس (قايتباي)، وظلت تصليه بنيرانها إلى الساعة الخامسة مساء؛ أي الوقت الذي أعطى فيه الأميرال الإشارة بإيقاف الضرب.

وقد أصيبت هذه القلعة بأتلاف جسيمة، ولكنها مع ذلك لم تسكت عن إطلاق مدافعها سكوتا تاما، واستمرت ترمي مقذوفاتها إلى أن صدر الأمر بالكف عن إطلاق النيران. (9) حركات الأسطول الداخلي

كانت المدرعات الثلاث التي يتألف منها هذا الأسطول وهي إنفنسيبل، وبنلوب، ومونارك بقيادة الأميرال سيمور مباشرة. وكان علم هذا الأميرال معقودا على أولاها، وكان موقفها حسب تعليمات القتال شمال غربي المكس. وقد ألقت هي والثانية مراسيهما على بعد يتراوح بين 1000 و1200 ياردة، بينما الثالثة كانت تنتقل في منطقة على بعد هذه المسافة عينها. وكانت مهمة هذه البوارج الثلاث مقاتلة حصون أم قبيبة، والمكس، والدخيلة ويعاونها في ذلك البارجة إنفلكسيبل التي كانت ملقية مراسيها خارج الممر الصغير وتقذف النيران منذ ضحوة النهار من مدفعيها المنصوبين في برج مؤخرتها واللذين يزن كل منهما 80 طنا، وكذلك كانت تعاونها البارجة تمرير التي كانت ناشبة (شاحطة) خارج ممر البوغاز. وكانت كلتا هاتين السفينتين تقاتل الحصون على مسافة قدرها 3500 ياردة تقريبا. وقد أصيب في الساعة التاسعة صباحا مستودع البارود الذي كان خلف حصن الدخيلة بقذيفة من قذائف السفينة مونارك فتطاير في الفضاء.

Unknown page