308

Yawmiyyat Wahat

يوميات الواحات

Genres

ولم يجعلوا الوصول إلى السلطة هدفا لهم ففاجأتهم تحولاتها. وكانت لهم أخطاء لأنهم كانوا بشرا؛ فقد عانت غالبيتهم من عواقب الجمود النظري والتطرف اليساري. لكنهم ضربوا أمثولة في الإصرار والارتفاع فوق الآلام والمصالح الذاتية لدرجة التخلي عن تنظيماتهم وقبول أدوار ثانوية لمصلحة البلاد.

10

والمضحك أنهم لم يكونوا على هذا المستوى فيما بينهم؛ فلم يتمكنوا من الاتحاد؛ إذ عانت قياداتهم من الانفرادية وتورم الذات ووهم امتلاك الحقيقة المطلقة. وهي على أية حال عيوب عانت منها بقية القوى الوطنية العربية.

على أن أهم ما قاموا به هو أنهم جلبوا المنهج العلمي للخطاب الشوفيني الغوغائي الذي ساد الحركة السياسية قبل أن يطلق

عبد الناصر

ثورته الاجتماعية. فاستحقوا مكانا إلى جوار الزعيم العظيم الذي حدد سقفا للأهداف الوطنية والاجتماعية لم يعد من الممكن التنازل عنه؛ ولهذا ستظل الظاهرتان، الناصرية والشيوعية، بالرغم من كل المثالب، من الظواهر المضيئة في تاريخنا الحديث. •••

لم يعد أحد إلى عمله إلا بعد جهد، فيما عدا الصحفيين المعتقلين الذين استردوا وظائفهم بعد أقل من شهر من الإفراج. ولم يسمح للمدرسين وأستاذة الجامعات بالعودة إلى أعمالهم السابقة وألحقوا بأعمال إدارية. وكان قرار العودة يشفع عادة بتوجيه سري يحذر من تولي الشخص أي مسئولية قيادية. وظلت غالبية العمال بلا عمل لسنوات.

11

وكان «مكتب

مصر

Unknown page