91

Yawm Islam

يوم الإسلام

Genres

صلى الله عليه وسلم

نفسه كان بعض تشريعه عن طريق الوحي، وبعضه عن طريق الاجتهاد. غاية الأمر أن اجتهاده كان أقوى؛ لأنه كان أعلم بمقاصد الشريعة ومراميها. ثم اجتهاده على نوعين: نوع يتعلق بالأحكام الكلية وهذه واجب اتباعها، ونوع كان يتعلق بأمور جزئية تتعلق بحادثة لها ظروفها الخاصة من زمان ومكان، فإذا تغيرت الظروف تغير الحكم. ومنها أمور تتعلق بالدنيا، واجتهاد النبي فيها غير ملزم؛ لأنه كسائر القادة واجتهاده لا يتعلق بأمور شرعية، وفي هذا قال

صلى الله عليه وسلم «إنما أنا بشر مثلكم إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر»، وقوله

صلى الله عليه وسلم

لما أمر الناس بأن يتركوا النخل من غير تأبير فلم ينجح: «إنما ظننت ظنا ولا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به؛ فإني لم أكذب على الله»، ومن هذه المسائل مثلا: مسائل الطب، ومسائل الطعام، وما يحبه رسول الله وما لا يحبه من الملابس مثلا، وقد خفي هذا التفريق بين النوعين على كثير من الناس فسووا بينهما، والتزموا بهما، وأمروا الناس بالالتزام بهما على حد سواء، حتى في المسائل الشخصية البحتة؛ كحبه

صلى الله عليه وسلم

للدباء، وكرهه الشخصي لبعض الطعام، حتى لقد روي عن أحمد بن حنبل أنه امتنع عن أكل البطيخ؛ لأنه لم يعرف عن النبي

صلى الله عليه وسلم

كيف كان يقطعه، وهو تزمت شديد، وربما كان الحامل عليه عاطفة الحب لا قوة العقل. فالنبي

صلى الله عليه وسلم

Unknown page