Yasqut Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Genres
ومعروف قصة دخول عمر بن الخطاب الإسلام، عندما هجم على بيت أخته لردعها عن الدين الجديد فخارت قواه وانهزمت عزيمته العدوانية أمام بلاغة الآيات التي استمع إليها من سورة طه. وفي كل الأفلام والتمثيليات الدينية نلحظ كم كان يتأثر الناس بتلاوة الآيات الكريمة فتدمع عيونهم وتعتريهم حالة من الخشوع والانسياق النفسي لما يتلى عليهم.
فاختلاف الثقافة والطباع والعادات جعل لكل مجتمع مفاتيح خاصة لتقبل الدين الجديد. وبالنسبة للعرب فقد كانت البلاغة هي الباب الملكي الذي فتح أمام الإسلام مجتمعات مكة ثم المدينة ثم باقي الجزيرة العربية.
ومن غير شك أن نزعة إيثار الجنس العربي عند بني أمية لعبت دورا كبيرا في انتشار فكرة قدسية اللغة العربية؛ فقضية القضايا بعد انتقال الرسول الكريم
صلى الله عليه وسلم
إلى الرفيق الأعلى كانت السلطة الدنيوية. وكان السؤال الذي يؤرق الجميع هو: من يحكم أمة الإسلام؟ ومن أحق بخلافة سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم ؟
وكان هذا السؤال وراء الفتن والحروب المتعاقبة التي عرفها العالم العربي الإسلامي دون انقطاع منذ حروب الردة حتى تفسخ الدولة الإسلامية الذي انتهى إلى سقوط بغداد في أيدي المغول عام 1258م.
وبعد أن نجح معاوية بن أبي سفيان في وضع حد للفتنة الكبرى واستتبت له أمور الحكم على أثر اغتيال علي كرم الله وجهه عام 661م، عمل على تكريس ما كان معمولا به منذ وفاة الرسول
صلى الله عليه وسلم : أن يكون الحاكم من قريش وحدها دون غيرها. وكان من الطبيعي أن ينتج عن ذلك أفضلية وخيرية خاصة للجنس العربي، وبالتالي للغة العربية.
واستغل أنصار النزعة الجديدة من الأمويين نزول القرآن الكريم بالعربية لفرض فكرهم على أعدائهم من كل صنف ولون، ومنهم الخوارج والشيعة وأهل العراق بصفة عامة. وكان معظم هؤلاء من أبناء الأمصار التي دخلت الإسلام بعد الفتح، وكان معظمهم من غير الجنس العربي ومن خارج الجزيرة العربية.
Unknown page