63

Yaqza

يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار

Investigator

د. أحمد حجازي السقا

Publisher

مكتبة عاطف-دار الأنصار

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٩٨ - ١٩٨٧

Publisher Location

القاهرة

صمًّا وَإِنَّمَا سلبوا السماع لِأَن فِيهِ بعض تروح وتأنس وَقيل لَا يسمعُونَ مَا يسرهم بل يسمعُونَ مَا يسوءهم وَقَالَ تَعَالَى فَالَّذِينَ كفرُوا قطعت لَهُم ثِيَاب من نَار يصب من فَوق رُؤْسهمْ الْحَمِيم يصهر بِهِ مَا فى بطونهم والجلود وَلَهُم مَقَامِع من حَدِيد كلما أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا أعيدوا فِيهَا وذوقوا عَذَاب الْحَرِيق أى قدرت لَهُم على قدر جثثهم لِأَن الثِّيَاب الجدد تقطع على مِقْدَار بدن من يلبسهَا شبه إعداد النَّار وإحاطتها بهم بتقطيع ثِيَاب لَهُم وَجمع الثِّيَاب لِأَن النَّار لتراكمها عَلَيْهِم كالثياب الملبوس بَعْضهَا فَوق بعض وَقيل إِنَّهَا من نُحَاس فقد أذيب فَصَارَ كالنار وهى السرابيل الْمَذْكُورَة فى آيَة أُخْرَى قَالَه سعيد ابْن جُبَير وَزَاد لبس من الْآنِية إِذا حمى أَشد حرا مِنْهُ وَالْحق إِجْرَاء النّظم القرآنى على ظَاهره وَلَا نرتضى تَأْوِيله بِمَا يُخَالف ظَاهر لَفظه وواضح مَعْنَاهُ وَالْحَمِيم المَاء الْحَار المغلى بِنَار جَهَنَّم انْتَهَت حرارته يذاب بِهَذَا الْحَمِيم مَا فى بطونهم وتسيل بِهِ أمعاؤهم وتتناثر جُلُودهمْ عَن أَبى هُرَيْرَة رضى الله عَنهُ أَنه تَلا هَذِه الْآيَة فَقَالَ سَمِعت رَسُول اللهيقول إِن الْحَمِيم ليصب على رُؤْسهمْ فَينفذ الجمجمة حَتَّى يخلص إِلَى جَوْفه فيسلت مَا فى جَوْفه حَتَّى يَمْرُق من قَدَمَيْهِ وَهُوَ الصهر ثمَّ يُعَاد كَمَا كَانَ أخرجه الترمذى وَالْحَاكِم وصححاه وَابْن جرير وَابْن أَبى حَاتِم وَغَيرهم وَقَالَ ابْن عَبَّاس يَمْشُونَ وأمعاؤهم تتساقط وَعنهُ قَالَ يسقون مَاء إِذا دخل فى بطونهم أذابها والجلود مَعَ الْبُطُون والمقمعة المطرقة وَقيل السَّوْط وَسميت بالمقامع لِأَنَّهَا تقمع الْمَضْرُوب أى تذلله وَعَن أَبى سعيد الخدرى رضى الله عَنهُ عَن رَسُول ﷺ قَالَ

1 / 81