354

واحتكم السلطان عليه في إقامة الخطبة له على منابر ولاياته «7»، امتحانا لمصدوقة عقده في موالاته. وأنهض إليه أبا محمد الحسن «8» بن مهران أحد ثقاته بما رأى أصحابه من نفائس خلعه وكراماته، فصادف منه قريبا مجيبا، وسميعا مطيعا، وأمر بإقامة الدعوة باسمه على منابر جرجان وطبرستان وقومس ودامغان، والتزم في السنة خمسين ألف دينار إتاوة، وعلى عكمي «1» الطاعة والإخلاص [201 أ] علاوة «2».

واستدعى السلطان على تفيئة «3» ذلك، وقد عزم على غزوة ناردين «4» إنجاد حشمه بطائفة من الجيل والديلم «5» يحسنون حروب المضائق، ويغنون غناء الكماة البطارق، فسرب إليه ألفي رجل من خلص الجيليين إن راموا الوعور فوعول، أو قصدوا السهول فسيول. وقد أمر بإزاحة عللهم في أعطياتهم، ونصب لهم من يقيم أود حاجاتهم، ويطلق لهم مدة الحاجة إلى غنائهم واجب أرزاقهم واستحقاقاتهم. ولما استحق على السلطان بآثاره في القربة مزيد الرتبة، وبمساعيه في الطاعة قضاء الحاجة، أنهض رئيس جرجان أبا سعد الجولكي «6» المقدم فضلا وأدبا، المحتشم حسبا ونسبا لا قتضاء مزيد الحال بوصلة تقوم الكفاة بخطبتها عنه، والطاعة باستيجابها له، فنهض و«7» خفارة الأدب تهديه، وكفالة الرفق فيما يذره ويأتيه. ولم يزل يأتي الأمر من بابه، ويستطلع المراد من حجابه، حتى أسمحت قرونة السلطان لما استدعاه، وأوجب الإسعاف بما توخاه.

Page 369