تلك الديار فريسة الأحقاب ... صنعت بعيني صنع ساكنها بي وإلى الأمير ابن الأمير تهافتت «1» ... رزحى الركاب برازحي الركاب
لبسوا الدجى لبس الغراب لريشه ... وغدوا لحاجتهم غدو غراب
والفجر يطرف والظلام كأنه ... فضلات عتب في خلال عتاب
طلبوا امرأ أفعاله محسوبة ... ونواله فوضى بغير حساب
غدت المدائح «2» وهي أسماء له ... ولغيره أصبحن كالألقاب
والمكرمات كثيرة الخطاب إلا ... أنها «3» تأبى على الخطاب
متبسم الحجاب مكتئب العدى ... مثري النديم مجازف الحساب
شيم أرق من الهوى وألذ من ... خطأ العدو رددته بصواب [143 ب]
وعزائم لو كن يوما أسهما «4» ... لنفذن في الأيام غير نوابي
مائية الحركات إلا أنها ... نارية الإقدام والإلهاب
يخطرن بين سياسة ورئاسة ... ويتهن بين مثوبة وعقاب
قد أصبحت ألفاظه صور النهى ... وقوالب الأسماع والألباب
وإذا حللت له جنابا واحدا ... حل المؤمل منك ألف جناب
وما آل ميكال إلا كما قاله أبو الطمحان القينى «5»:
وإني من القوم الذين هم هم ... إذا مات منا سيد قام صاحبه
نجوم سماء كلما غاب كوكب ... بدا كوكب تأوي إليه كواكبه
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
Page 263