ولما أمن أبو علي شره وعاديته، توجه نحو سارية على قصد جرجان، فلما اطمأن بها أسرى منوچهر بن شمس المعالي [قابوس بن وشمكير] «11» إلى أبيه عائذا بالله من عقوقه، وكفران ما فرض الله عليه من حقوقه. فارتاب «1» أبو علي من بيستون بن تيجاسب لاشتراكهما في نسبة الجيل، وأرومة ذلك القبيل «2». وأشفق من صغوه «3» القديم في خدمة شمس المعالي، وحثه إياه على معاودة سدته، واهتبال الغرة في مراجعة جملته. فأخذ بالحيطة في اعتقاله، ورده إلى «4» الري في وثاقه. وامتد إلى ظاهر جرجان مما يلي قبر الداعي «5» فعسكر به، وتواصى أهل الحفاظ والحمية، والأنفة الأبية، من أصحاب شمس المعالي بالترافد في التجالد، والتساتل «6» على التقاتل، [131 ب] والتماسك عند التعارك، وشدوا حيازيمهم للقراع، وقرعوا ظنابيبهم للمصاع، وناصبوهم الحرب طرفي الصباح والرواح، لا يسأمون وقع الصفاح، ولا يألمون لذع الجراح، حتى غبر شهران كيوم واحد في مغامسة الكريهة «7»، بين تكلف وبديهه.
Page 241