221

ورجع ناصر الدين سبكتكين «3» إلى بلخ مستعدا للأمر، ومنتظرا لوصول العدد الدثر «4»، فاستأثر الله به قبل أن عاد الرسول، وتحقق «5» المسؤول «6»، فحبط عليه ما صنع، وصوح «7» دونه نبت ما زرع. وتوسط وجوه الناس بين السلطان يمين الدولة وأمين الملة، وبين شمس المعالي في إسعاده ورده إلى معاده، على مال يقضي به حق غنائه، ويضاهي حسن بلائه في تحقيق رجائه، وتمحيق مكائد أعدائه. فأظهر الوفاء به لغاية شهرين من قراره بجرجان، إذ كان يحيل كل «8» ما التزمه «9» على ما يدر له من أحلابها، ويحفل من أخلافها. وإنه يتحاشى بدء انتقال الملك إليه خبط رعيته بالحيف والعسف، والإنحاء عليهم بمبردي «1» الحرق «2» والنسف. فأعجل السلطان يمين الدولة وأمين الملة ما أهمه من إرث أبيه، وشغل [124 ب] الخاطر بأخيه، عن تقديم إظهاره وتعجيل رده إلى داره، فاستمهله ريثما يكفي ما أمامه، وينفض «3» الشغل بما «4» رامه. وسار إلى غزنة حتى يسر الله له افتتاحها، وداوى على يده جراحها.

Page 229