129

[70]

فيه رفائع على محمد بن خالد، فجمع رياح الناس، فلما اجتمعوا قال لهم: أيها الناس، إن الأمير أمرني أن أرفع على محمد ابن خالد، وقد أحضرت كتابا كل ما فيه باطل، وقد صدقت عما عندي، فأمر بضربه مئة سوط وحبس. فلم يزل محبوسا حتى غلب على المدينة محمد ابن عبد الله بن حسن، فقتل رياح بن عثمان، وأطلق محمد ابن خالد ورزاما كاتبه.

ولما نكب أبو جعفر أبا أيوب في سنة ثلاث وخمسين ومائة، قلد الخاتم الفضل بن سليمان الطوسي، وقلد كتابة الرسائل والسر أبان بن صدقة وقلد ضياعه صاعدا مولاه.

وفي صاعد ومطر موليي أبي جعفر يقول أبو الأسد الأعرابي:

وسائل عن حماري كيف حالهما ... سلني فعندي حقيقة الخبر

لا خير في صاعد فتطلبه ... والخير يأتيك من يدي مطر

وأي خير يأتيك من رجل ... ليس لأنثى يدعى ولا ذكر

ليس له غير نفسه نسب ... كأنه آدم أبو البشر

وقلد ديوان خراج البصرة ونواحيها عمارة بن حمزة، وقلد ديوان خراج الكوفة وأرضها عمرو بن كيلغ، في سنة خمس وخمسين ومائة، ثم صرفه عنه وقلده ثابت بن موسى، وحبس عمرو بن كيلغ. واستخلف ثابت محمد بن جميل، لمصاهرة كانت بينه وبينه، وأمره بالعرض على المنصور إذا لم يحضر، فخف على قلب المنصور، فأقامه معه مقام ثابت. وكان ثابت يقول، إذا مر به محمد بن جميل: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا . وكان محمد بن جميل في غاية الخرق والخفة.

Page 129