186

Wulāt Miṣr

ولات مصر

Investigator

محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition Number

الأولى، 1424 هـ - 2003 م

تتغشى الرياح منه محلا ... كان للصون في ستور الدمقس ولفرش الإضريج والبسط الديباج ... في نعمة وفي لين مس

ووجوه من الوجوه حسان ... وخدود مثل اللآلئ ملس

كل كحلاء كالغزال ونجلاء ... رداح من بين حور ولعس

آل طولون كنتم زينة الأرض ... فأضحى الحديد أهدام لبس

وقال ابن أبي هاشم:

يا منزلا لبني طولون قد دثرا ... سقاك صوب الغوادي القطر والمطرا

يا منزلا صرت أجفوه وأهجره ... وكان يعدل عندي السمع والبصرا

بالله عندك علم من أحبتنا ... أم هل سمعت لهم من بعدنا خبرا

وخرج فاتك من الفسطاط إلى العراق للنصف من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائتين، وأمر النوشري بنفي المؤنثين، ومنع من النواح والنداء على الجنائز، وأمر بإغلاق المسجد الجامع فيما بين الصلوات فكان يفتح للصلاة فقط، وأقام على ذلك أياما، فضج أهل المسجد من ذلك، ففتح لهم.

ثم صرف يوسف بن إسرائيل عن الشرط وجعل مكانه محمد بن طاهر يوم الإثنين لأربع خلون من شهر رمضان سنة خمس وتسعين، وتوفي المكتفي بالله يوم السبت لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين، وورد الخبر بوفاته إلى مصر ليومين بقيا من ذي القعدة، فشغب الجند على عيسى النوشري، وكانت منهم طائفة يقال لها:. . . . . .، فحاربوا النوشري على طلب مال البيعة، فظفر بهم النوشري وأخرجهم.

وبويع جعفر بن أحمد المعتضد وسمي المقتدر بالله، فأقر النوشري على صلاتها.

وهزم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب بإفريقية وزال سلطانه، فأقبل إلى مصر، فنزل الجيزة في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومائتين، ومنعه النوشري من العبور إلى الفسطاط إلا أن يعبر وحده، وكانت بينه وبين أصحاب النوشري مناوشة بالجيزة على الجسر، ثم أذن له، فدخل الفسطاط ليلا.

Page 193