Wulat Misr
ولات مصر
Investigator
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي
Publisher
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Edition Number
الأولى، 1424 هـ - 2003 م
وبعث رجلا من الترك، يقال له: غلبك، ومعه محمد بن العباب بن مسلم بن السراح، فلقي عبد الله بن الأرقط فيما بين بوصير، وبنا، فقتل ابن الأرقط من أصحاب غلبك نحوا من عشرين رجلا، وثبت غلبك، ومحمد ريش، فقاتلاه فهزماه سلخ جمادى الآخرة، وقتل من أصحاب ابن الأرقط مقتلة عظيمة وأسر منهم كثير، فبعث الدبراني بالأسرى والرءوس إلى الفسطاط، ومضى ابن الأرقط إلى شرقيون، فلحق بأبي حرملة، ونزل الدبراني مدينة بنا وترك عسكره فيما بين بنا وسمنود، وأقبل أبو حرملة ومعه ابن الأرقط قاصدا من شرقيون إلى بنا، وبعث أبو حرملة بكمين له، فهجموا على عسكر الدبراني مع المغرب، فحمل عليهم أصحاب الدبراني، فانهزم أبو حرملة ومن معه إلى شرقيون، ومضى الدبراني، فنزل سندفا وضربها بالنار ونهب أهلها، وانهزم أبو حرملة فيمن معه، وتشاغل أصحاب الدبراني بالنهب، فكر أبو حرملة، فقتل أبا حامد الدبراني، ورجع أصحاب الدبراني على سندفا، وبعث من العراق بمزاحم بن خاقان معينا ليزيد بن عبد الله، فقدمها في جيش كثير يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين، فبعث برسل من أصحابه إلى جابر بن الوليد يأمره بالرجوع إلى طاعة السلطان، فاحتبس رسله أياما، ثم أجازهم بجوائز عظيمة وردهم، وقدم وأخذ في كتابه ولم يجمع على أمر واحد.
ومضى الدبراني في طلب أبي حرملة لمستهل شعبان فالتقى مع أبي حرملة بسمنود، فانهزم أبو حرملة وعاد إلى شرقيون، ثم رجع إلى سندفا وأتاه الدبراني بسندفا، فواقعه، فتفرق عن أبي حرملة أكثر أصحابه ولحقوا بجابر بن الوليد، وبعث ابن عسامة ابنه يطلب الأمان.
فآمنه يزيد، فقدم الفسطاط ولبس السواد، وبعث الدبراني برأس نصر بن حكيمة، وبرأس أخيه، وبرأس أبي هانئ، وعاد الدبراني إلى محاربة أبي حرملة، فأسر أبو حرملة، ثم أدخل به الفسطاط وبجمع كثير من الأسرى في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وواقع سلتق التركي بمن في صا وشباس من أصحاب جابر، فقتلهم ونفاهم عن تلك البلاد، ثم استأمن عبد الله بن أحمد بن الأرقط العلوي، وأومن في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين ودخل إلى مزاحم، فبعث به مزاحم إلى عرق صاحب البرد، فكان عنده، ثم أمر مزاحم بإخراجه في جمع معه إلى العراق، فأخرج بهم لمستهل ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين مع أخي مزاحم، فهرب عبد الله بن الأرقط، ورجع أخو مزاحم لسبع خلون من ربيع الأول، ثم ظفر به بعد ذلك، فحبس، ثم حمل بكتاب ورد على أحمد بن طولون في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين، وخرج ابن عزيز بالحوف، فخرج إليه مزاحم بن خاقان لمستهل ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين، ثم ورد كتاب نصر بصرف يزيد بن عبد الله عنها، فكانت ولايته عليها عشر سنين وسبعة أشهر وعشرة أيام، وخرج يزيد عنها يوم الإثنين لثلاث عشرة خلت من شوال سنة خمس وخمسين ومائتين.
Page 156