Wulat Makkat baʿd al-Fasi muʾallif Sifaʾ al-garam

Anonymous d. 1450 AH
17

Wulat Makkat baʿd al-Fasi muʾallif Sifaʾ al-garam

ولاة مكة بعد الفاسي مؤلف شفاء الغرام

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى 1421هـ-2000م

Genres

History

الإمارة له؛ فقدم مكة في شعبان من السنة المذكورة وتوجه الشريف عون

~~الفريق إلى الآستانة في شوال من سنته، واستمر الشريف حسين في إمارة مكة إلى

~~سنة سبع وتسعين "بتقدم السين في الأولى والتاء المثناة الفوقية في الثانية"

~~ومائتين والألف ... وفيها توجه إلى جدة في أوائل ربيع الثاني، وفي دخوله

~~جدة طعن بسكين مسمومة ودفن في قبر والده بقبة السيدة آمنة والدة النبي -صلى

~~الله عليه وسلم- بالمعلاة.

فلما وصل الخبر إلى الآستانة بوفاة الشريف حسين وجهت الدولة إمارة مكة

~~للشريف عبد المطلب بن غالب، وكان إذ ذاك في الآستانة، وهذه هي الإمارة

~~الثالثة له، ثم وصل مكة ودخلها في الحادي عشر من جمادى الثانية من العام

~~المذكور وجلس للتنهئة في داره بالقرارة، واستمر الحال له بأحسن طريق إلى

~~عشرين من شعبان من سنة تسع وتسعين ومائتين وألف حصل بينه وبين ولاة جدة

~~ومكة الاختلاف، ثم جاء الخبر من السلطنة بأنها ولت عثمان نوري باشا ولاية

~~الحجاز عبد المطلب الأمير؛ إذ أحاطت العسكر بداره الذي بالمثناة وأخبروه

~~بأنه معزول ونودي في البلاد للسلطان، وأنزلوه من داره إلى قشلاق العسكرية

~~للحكومة بالطائف، وأرسل الخبر إلى الدولة بذلك فتوجهت إمارة مكة للشريف عون

~~الرفيق باشا، وكان إذ ذاك بالآستانة، ثم وصل الخبر بذلك إلى مكة وكان عثمان

~~باشا قد أقام أخاه الشريف عبد الإله باشا نائبا عنه.

ثم توجه الشريف عون المتولي من دار السلطنة ووصل إلى جدة في ثامن يوم

~~التروية من سنته، ووصل إلى مكة يوم عيد النحر وتوجه إلى منى في موكب عظيم

~~في عصره وقرئ فرمانه ثاني يوم على حسب عادة الأمراء، ثم بعد انقضاء أيام

~~منى نزل إلى مكة ومشت القوافل والحجيج وأهلت سنة ثلاثمائة وألف، وتوجه في

~~شهر ربيع الأول من العام المذكور أخوه الشريف عبد الإله باشا إلى الآستانة،

~~ولم يزل الشريف عون في إمارة مكة منتظما، وتوفي في جمادى الأولى من سنة

~~أربع وعشرين وثلاثمائة وألف بالطائف بداره رغدان، ودفن بقبة الحبر ابن عباس

~~على أخيه الشريف عبد الله باشا، ونودي في البلاد باسم ولي النعم سيدنا

~~الشريف علي باشا بن عبد الله باشا بن محمد بن عبد المعين بن محمد بن عبد

~~الله بن حسين بن عبد الله بن حسن بن أبي نمي، ثم أرسل الخبر إلى الحجاز

~~وشيخ الحرم أحمد راتب باشا بوفاة الشريف عون الرفيق، ووجهت الدولة إمارة

~~مكة أصالة لولي النعم المتلقي لها باليدين السامي إليها من ذروة الشرف صاحب

~~الدولة والسيادة والشرف سيدنا الشيخ شريف علي باشا السابق ذكره وهنؤوه

~~بذلك، ثم نزل إلى مكة في شعبان من العام المذكور؛ فانتظمت له الأمور على

~~أحسن منوال بدون معارض له ولا منازع، وقد امتدح

Page 375