Wujuda Diniyya
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Genres
وبليز بسكال
B. Pescal (1623-1662م)، والقديس أوغسطين، بل وحتى سقراط العظيم،
2
ولكن المعتمد أكاديميا أن فلسفة كيركجور أول صورة ناضجة مكتملة لها، وصك شهادة ميلادها الرسمية التي لا بد أن يعترف بها الجميع. وفي عصر كيركجور، كان الافتتان بالعقل - الذي بدأه أبو الفلسفة الحديثة رينيه ديكارت ووصل إلى ذروته مع هيجل - قد بلغ مداه؛ فنجيب العقل الأثير - أي العلم - قد أحرز الذروة الشاهقة بنظرية نيوتن، إنها نسق شامل للعلم بالطبيعة، تجاهد بقية أفرع العلوم البيولوجية والإنسانية للدخول في أعطافها. يوازي هذا نجاح الفلسفة العقلانية - خصوصا الألمانية - في بناء أنساق شامخة، تحاول استيعاب الوجود بأسره في قلب فئة من التصورات؛ فأشرق القرن التاسع عشر في أحضان ما يعرف ب «عصر التنوير» - عصر الإيمان بقدرة العقل على فض كل مغاليق هذا الوجود.
وكرد فعل متوقع، تمخض عصر التنوير عن الحركة الرومانتيكية، من حيث تمخض عن فلسفة كيركجور الوجودية، التي كانت نقطة بدايتها رفض العقلانية التنويرية حيث سيادة المذاهب النسقية ، سواء العلمية أو الفلسفية؛ فهي في كلتا الحالتين باردة جافة مقطوعة الصلة بالتجربة الحية المعاشة، وتنظر إلى أية حقيقة واقعية - حتى الإنسان - كموضوع، كشيء ما غريب عنه، وتسحق فردانيته بما فيها من موضوعية وعمومية وتجريد.
ولسوف يظل ديدن الفلسفة الوجودية منذ البداية وحتى النهاية رفض كل ما يمس فردانية الفرد؛ «فهم يجعلون محور النظر الفلسفي السؤال: ماذا أكون»
3
من أجل إبراز قيمة الفرد، و«تحليل الوجود البشري من حيث أخص ما فيه من فردية وعينية»،
4
ومن حيث هو جزئي عارض لا يندرج تحت أية بنية نسقية عقلية، ليصلوا إلى الوجود كما يتجلى في مواقف التفرد الإنساني - مواجهة الموت مثلا وهو أقصاها. فبهذا يصبح العالم متأصلا في صميم الفرد، لا مفارقا عنه في مذهب عقلي مصمت، لا يعترف به ولا بفردانيته.
Unknown page