al-wiʿāʾ al-marmarī
الوعاء المرمري
Genres
فقال الشيخ: ما كنت لك رسولا أيها الملك. ابعث معي من شئت يكن في جواري، لا يمد أحد يده إلا من بعد هلاكي وهلاك عشيرتي.
فقال أبرهة: ألم تسمع ما قلت؟
فقال الشيخ: بل قد سمعته. فهل تريدني على أن أذهب إلى قومى قائلا لهم: «أسلموا قبل أن يحطمكم أبرهة؟» أم تريد أن أقوم فيهم قائلا: «أنكروا آلهتكم وانظروا إليه وهو يهدم كعبتكم؟»
فقال أبرهة: بل قل لهم هو يطلب مودتكم وسيعود عنكم وهو حليف لكم، لا يريد إلا أن نكون معا يدا واحدة، فتسودوا على الناس جميعا وتتدفق الخيرات إلى واديكم الأجرد. وأما الكعبة فسأبدلكم خيرا منها.
فقال الشيخ: هذا قولك أيها الملك، فابعث به إن شئت رسولا ينطق بلسانك.
فقال أبرهة متلطفا: وأين تكون أنت؟
فأجاب الشيخ: أكون واحدا من قومي، أدلي إليهم برأيي.
فقال أبرهة: ألست كبيرهم؟
فأجاب: ولكني أحدهم.
وكان وجه أبرهة ينطق بما ينطوي تحته من الحنق، ولكنه قال لمن حوله: ردوا على الشيخ إبله.
Unknown page