فشد أنيس على ذراعه هامسا: اصمت أيها الخبيث. أتقول إنها عجوز؟
وتقدمت بسباسة وخيلاء نحو هودجهما، فقال حناطة: ألا ترى الربيع إن كنت ترى؟ هذه هي الظبية العربية.
فقال أنيس: أيها الثرثار، لا تقل عربية ولا حبشية.
فقال حناطة: صدقت يا سائس الفيلة. لست أبالي من أي قوم تكون الحسناء.
وجاء يكسوم فاقترب من خيلاء يريد أن يساعدها، وقال لها هامسا: عمت صباحا يا خيلاء.
فتمتمت ردا وأسرعت تركب وراء بسباسة قبل أن تمتد إليها يده، وانفلتت من يكسوم نظرة حانقة نحوها.
فغمز حناطة ذراع أنيس هامسا: بل ظبية نافرة برغم أنفك.
فقال أنيس: دعني لفيلتي.
وأسرع ليأخذ مكانه في الموكب.
وتلفتت خيلاء من وراء أستار الهودج تقلب بصرها في الوجوه، ولكنه لم يكن هنا. لم يكن سيف هناك وراءها - كما تمنت - على فرسه الأبيض ينظر نحو هودجها.
Unknown page