141

Writings of Islam's Enemies and Their Discussion

كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها

Edition Number

الأولى / ١٤٢٢ هـ

Publication Year

٢٠٠٢ م

Genres

.. وإذا كان ما سبق بيان لموقف المسلمين من كتابات المستشرقين وعدم الاعتماد عليها فى فهم ديننا، ولا الاعتماد عليها فيما نكتبه عن الإسلام ومصادره من قرآن، وسنة، وسيرة، وتاريخ ... إلخ. حتى لو كان هؤلاء المستشرقين مسلمين للأسباب السابقة. فإن هذا لا يعنى أن نلقى تلك الكتابات بعيدًا، ونقول: إنها كلام فارغ ... صحيح أن فيه كذبًا وتضليلًا: صحيح أنه صادر عن حقد عميق، ولكنه ليس كلامًا فارغًا، ولا يخدمنا فى شئ أن نلقيه بعيدًا، ثم نجر اللحاف وننام ... لأن هذا "الكلام الفارغ" هو الحديد والنار اللذان يحاربنا بهما أعداؤنا فى بلادهم وبلادنا. والحديد والنار لا يقابلان إلا بالحديد والنار، وفى ميدان العلم. الحديد والنار، هما العمل، والعمل الطويل نواجه به مكر أعدائنا فإذا كان أعداؤنا يعملون بتخطيط ومكر، فعلينا أن نخطط ونمكر لنفسد عليهم خططهم ومكرهم. وإذا كانوا يكتبون عن الإسلام والمسلمين "كلامًا فارغًا ... فلنشمر نحن عن سواعدنا ولنكتب نحن الشئ المليان أداءً للأمانة التى حملنا الله ﷿ إياها فى أعناقنا بتبليغ رسالته إلى خلقه كافة. كما قال ﷿: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (١) أ. هـ.

(١) الآية ٢٨ من سورة سبأ. وانظر: نقد كتاب فييت (مجد الإسلام) للدكتور حسين مؤنس ملحق بكتاب الفكر الإسلامى وصلته بالاستعمار الغربى للدكتور محمد البهى ص ٤٧٠، وللاستزادة فى بيان موقف المسلمين من الحركة الاستشراقية انظر: الاستشراق والخلفية الفكرية للدكتور محمود زقزوق ص ١٤٧ وما بعدها، والفكر الإسلامى الحديث وصلته بالاستعمار الغربى للدكتور البهى ص ٤٢١ وما بعدها.

1 / 141