245

Ḥuqūq al-marʾa fī ḍawʾ al-sunna al-nabawiyya

حقوق المرأة في ضوء السنة النبوية

Publisher

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Genres

الحديث وفيه خير تميم الداري في ذكر المسيح الدجال.
ومن الحديث يظهر أن النساء في عصر النبوة كن يعلمن أن الخطاب العام يشترك فيه النساء والرجال، فما إن سمعت فاطمة بنداء «الصلاة جامعة» حتى خرجت مع أخواتها من النساء، يشهد لذلك قولها «فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم» فلم تفهم فاطمة وحدها هذا الفهم؛ بل كان فهمًا عامًا في ذلك العصر وحتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لأن دين الله باق على رغم أنف الكارهين.
٦ - والمطلع على كتب السنة يجد أن النساء شاركن الرجال في حضور الجمع والجماعات كما تقدم؛ وما حضورهن لصلاة الجمعة إلا لطلب العلم من رسول الله ﷺ، والارتواء من منهل صافٍ يفيض حياة للقلوب، ومواعظ تشفي الصدور، حتى إن روين ما حفظنه من على منبر الجمعة، أخرج مسلم (^١) من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت: لقد كان تنورنا وتنور رسول الله ﷺ واحدًا سنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ إلا عن لسان رسول الله ﷺ يقرؤها كل يوم جمعة على المنير إذا خطب الناس.
قال النووي: «قولها (وكان تنورنا وتنور رسول الله ﷺ واحدًا) إشارة إلى حفظها، ومعرفتها بأحوال النبي ﷺ، وقربها من منزله» (^٢) وهذه المرأة القريبة من منزل رسول الله ﷺ كانت حريصة على حضور الجمعة معه، وحفظت سورة (ق) من في رسول الله ﷺ؛ لأنه كان يقرؤها على المنير يوم الجمعة (^٣).

(^١) كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة (٢/ ٥٩٥) ٨٧٣.
(^٢) شرح صحيح مسلم (٦/ ١٦١).
(^٣) قال النووي: «وفيه استحباب قراءة ق أو بعضها في كل خطبة».

1 / 256