والجمال المعنوي: كل ما أمر به الشرع من الفضائل والقيم، ومن أجمل الجمال الاتصاف بالحياء، والحياء شعبة من الإيمان (١) وقد وصف رسول الله ﷺ بشدة الحياء، روى أبو سعيد الخدري قال:
١٢٩ - "كان رسول الله ﷺ أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه" (٢) وهذه الصفة من أجمل ما تكتسبه المرأة وتحرص عليه، ولذلك وصف رسول الله ﷺ بالجمال في هذه الصفة، التي حازت العذراء قدرا كبيرا منها ففاقها رسول الله ﷺ، وفاق الناس كلهم في حسن الخلق ولذلك خاطبه ربه ﷿ فقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (٣) وليس شيء من الجمال أحسن من الحياء وحسن الخلق، وإن المرأة حينما تبرز للرجال فإنه ينقص من جمالها بقدر بروزها للرجال وتعاملها معهم، وكل ما أوغلت قلّ جمال الحياء فيها حتى تفقده تماما، وتكون حينئذ خضراء الدمن التي حذر منها رسول الله ﷺ، ومن جمال المرأة حسن الخلق، ولا يكمل لها هذا الوصف إلا بإيمان قوي بالله ورسوله، واتصافها بما ورد في الكتاب والسنة من الفضائل وبعدها عن خلاف ذلك، ومن هنا قال رسول ﷺ:
١٣٠ - (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) (٤) وهؤلاء هم المحبوبون إليه قال ﷺ:
(١) البخاري حديث (٩) ومسلم حديث (٣٥).
(٢) البخاري حديث (٣٥٦٢) ومسلم حديث (٢٣٢٠).
(٣) الآية (٤) من سورة القلم.
(٤) البخاري حديث (٣٥٥٩) ومسلم حديث (٢٣٢١).