Ḥuqūq al-marʾa fī ḍawʾ al-kitāb waʾl-sunna
حقوق المرأة في ضوء الكتاب والسنة
Publisher
(بدون ناشر)
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
Genres
وكان على جمل ناج، وكان متاع صفية فيه ثقل، وكان على جمل ثقال بطيء، يتبطأ بالركب، فقال رسول الله ﷺ: حوّلوا متاع عائشة على جمل صفية، وحوّلوا متاع صفية على جمل عائشة، حتى يمضي الركب، قالت عائشة: فلما رأيت ذلك قلت: يا لعباد الله، غلبتنا هذه اليهودية على رسول الله، قالت: فقال رسول الله ﷺ: يا أم عبد الله، إن متاعك كان فيه خف، وكان متاع صفية فيه ثقل، فأبطأ بالركب، فحوّلنا متاعها على بعيرك، وحولنا متاعك على بعيرها، قالت: فقلت: ألست تزعم أنك رسول الله؟ ! قالت: فتبسم، قال أو في شك أنت يا أم عبد الله؟، قالت: قلت: ألست تزعم أنك رسول الله، أفلا عدلت؟ ! وسمعني أبو بكر، وكان فيه غرب: أي حدة، فأقبل عليّ فلطم وجهي، فقال رسول الله ﷺ: مهلا يا أبا بكر، فقال: يا رسول الله، أما سمعت ما قالت؟، فقال رسول الله ﷺ: إن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه (١) هذه القصة تجسّد تلك الوصية من رسول الله ﷺ، فقد عامل عائشة بحلم منقطع النظير، ورحمة لا مثيل لها، ولم يصدر ذلك من والدها ﵁، وهو أفضل الأمة بعد رسول الله ﷺ، فذلك الوصف للمرأة وتلك المعاملة تكريم لها واحترام، لأنه ﷺ كان قادرا على محاسبة عائشة ﵂ على ذلك، وله الحق في ذلك شرعا وعقلا، ولم يفعل لعلمه بحال خلق المرأة، ومنها شدة الغيرة، روى عبد الله بن مسعود ﵁ قال: كنا عند النبي ﷺ جلوسا إذا أقبلت امرأة عريانة، فشق ذلك على النبي ﷺ وغمض عينيه، فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبا، وضمها إليه،
(١) أبو يعلى حديث (٤٦٧٠) ..
1 / 146