With the Twelvers in Fundamentals and Branches

Ali Al-Salous d. Unknown
83

With the Twelvers in Fundamentals and Branches

مع الاثنى عشرية في الأصول والفروع

Publisher

دار الفضيلة بالرياض،دار الثقافة بقطر

Edition Number

السابعة

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

مكتبة دار القرآن بمصر

Genres

قالوا: تدل هذه الآية على أن الإمام لا يكون إلا معصومًا عن القبائح، لأن الله ﷾ نفى أن ينال عهده الذي هو الإمامة ظالم، ومن ليس بمعصوم فقد يكون ظالمًا إما لنفسه وإما لغيره، فإن قيل: إنما نفى أن يناله ظالم في حال ظلمه، فإذا تاب لا يسمى ظالمًا، فيصح أن يناله، فالجواب أن الظالم وإن تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالمًا. فإذا نفى أن يناله فقد حكم عليه بأنه لا ينالها. والآية مطلقة غير مقيدة بوقت دون وقت، فيجب أن تكون محمولة على الأوقات كلها، فلا ينالها الظالم وإن تاب فيما بعد (١) . ثم قالوا: إن الله ﷾ عصم اثنين فلم يسجدا لصنم قط وهما: محمد بن عبد الله وعلى بن أبى طالب، فلأحدهما كانت الرسالة، وللآخر كانت الإمامة، أما الخلفاء الثلاثة فلم يعصموا، وهم ظالمون ليسوا أهلًا للإمامة. ونلاحظ هنا: ١. في تأويل الآية الكريمة (٢) " إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا " يحتمل جعله رسولًا ُيقتدي به، لأن أهل الأديان، مع اختلافهم، يدينون به، ويقرون بنبوته. ويحتمل إمامًا من الإمامة والخلافة، أو الإمامة والاقتداء، فيقتدي به الصالحون. والعهد اختُلف في تأويله: فقيل الرسالة والوحي، وقيل الإمامة، وهو واضح من التأويل السابق، ويؤيده عدة روايات. وعن ابن عباس ... قال: " لا ينال عهدي الظالمين " قال: ليس للظالمين عهد، وإن عاهدته أنقضه، وروى عن مجاهد وعطاء ومقاتل بن حبان نحو ذلك. وقال الثوري عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: ليس لظالم عهد. وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن قتادة قال: لا ينال

(١) انظر التبيان ١/٤٤٩، ومجمع البيان ١/٢٠٢، ومصباح الهداية ٦٠-٦٣. (٢) نظر تفسير الماتريدى: ص ٢٧٩، والطبرى تحقيق شاكر ٣/١٨- ٢٤، وابن كثير١/١٦٧، والآلوسى ١/٣٠٦ -٣٠٨، والبحر المحيط ١/٣٧٤ -٣٧٩، والقرطبى ٢/١٠٧-١٠٩.

1 / 86