Wilāyat Allāh wa-ṭ-ṭarīq ilayhā
ولاية الله والطريق إليها
Editor
إبراهيم إبراهيم هلال
Publisher
دار الكتب الحديثة
Publisher Location
مصر / القاهرة
الْعُلُوّ فِي الدُّنْيَا، والحرص على رياستها، لَا يكون لنَفسِهِ شغل بملاذ الدُّنْيَا وَلَا بالتكاثر مِنْهَا، وَلَا بتحصيل أَسبَاب الْغنى، وَكَثْرَة اكْتِسَاب الْأَمْوَال وَالْعرُوض إِذا وصل إِلَيْهِ الْقَلِيل صَبر، وَإِن وصل إِلَيْهِ الْكثير شكر، يَسْتَوِي عِنْده الْمَدْح، والذم والفقر والغناء، والظهور والخمول، غير معجب بِمَا من الله بِهِ عَلَيْهِ من خِصَال الْولَايَة إِذا زَاده الله رفْعَة، زَاد فِي نَفسه تواضعًا وخضوعا. حسن الْأَخْلَاق كريم الصُّحْبَة عَظِيم الْحلم كثير الِاحْتِمَال.
وَبِالْجُمْلَةِ فمعظم اشْتِغَاله بِمَا رغب الله فِيهِ، وَندب عباده إِلَيْهِ فَمن كملت لَهُ هَذِه الْخِصَال، واتصف بِهَذِهِ الصِّفَات، واتسم بِهَذِهِ السمات، فَهُوَ ولي الله الْأَكْبَر الَّذِي يَنْبَغِي لكل مُؤمن أَن يقر لَهُ بذلك، ويتبرك بِالنّظرِ إِلَيْهِ، والقرب مِنْهُ.
وَمن كَانَ فِيهِ بعض هَذِه الْخِصَال، واشتمل على شطر من هَذِه الصِّفَات فَلهُ من الْولَايَة بِقدر مَا رزقه الله سُبْحَانَهُ مِنْهَا، ووهب لَهُ من محاسنها.
وَالْبَاب الْأَعْظَم للدخول إِلَى سُوح الْولَايَة هُوَ الْإِيمَان بِاللَّه كَمَا ندب إِلَيْهِ رَسُول الله [ﷺ] حَيْثُ قَالَ لما سُئِلَ عَن الْإِيمَان:
(أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله، وَالْقدر خَيره وشره) .
وأصعب هَذِه الْخِصَال الْإِيمَان بِالْقدرِ فَإِنَّهُ إِذا حصل لَهُ ذَلِك على الْوَجْه
1 / 241