الْعِصْمَة والقرب الَّتِي فِي هَذَا الحَدِيث:
وَقد تمسك بِهَذَا الحَدِيث بعض الجهلة من أهل النَّحْل والرياضة فَقَالُوا: الْقلب إِذا كَانَ مَحْفُوظًا مَعَ الله تَعَالَى كَانَت خواطره معصومة من الْخَطَأ.
وَتعقب ذَلِك أهل التَّحْقِيق من أهل الطَّرِيق فَقَالُوا: لَا يلْتَفت إِلَى شَيْء من ذَلِك إِلَّا إِذا وَافق الْكتاب وَالسّنة. والعصمة إِنَّمَا هِيَ للأنبياء. وَمن عداهم قد يُخطئ، فقد كَانَ عمر ﵁ رَأس الملهمين وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ رُبمَا رأى الرَّأْي فيخبره بعض الصَّحَابَة بِخِلَافِهِ فَيرجع إِلَيْهِ وَيتْرك رَأْيه.
فَمن ظن أَنه يَكْتَفِي بِمَا وَقع فِي خاطره عَمَّا جَاءَ بِهِ الرَّسُول [ﷺ] وَآله وَسلم فقد ارْتكب أعظم الْخَطَأ.
وَأما من بَالغ مِنْهُم فَقَالَ: حَدثنِي قلبِي عَن رَبِّي. فَهُوَ أَشد خطأ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن أَن يكون قلبه إِنَّمَا حَدثهُ عَن الشَّيْطَان وَالله الْمُسْتَعَان " انْتهى.
مَتى نسلم بآراء أهل الْولَايَة وخواطرهم:
أَقُول: قد قدمنَا فِي أول هَذَا الشَّرْح أَن أهل الْولَايَة إِذا لم تكن أَعْمَالهم موزونة بميزان الْكتاب وَالسّنة فَلَا اعْتِدَاد بهَا، وكررنا ذَلِك. وَمَعْلُوم