129

Wilāyat Allāh wa-ṭ-ṭarīq ilayhā

ولاية الله والطريق إليها

Editor

إبراهيم إبراهيم هلال

Publisher

دار الكتب الحديثة

Publisher Location

مصر / القاهرة

تَأَذَّنَ رَبك﴾ أَي أعلم، انْتهى.
فَعرفت بِهَذَا أَن فِي قَوْله: فقد آذنته معنى التهديد لمن عادى الْوَلِيّ وَالنَّهْي لَهُ عَن أَن يقدم على معاداته لِأَنَّهُ قد تقدم إِلَيْهِ بِأَن لَا يعاديه وَأَنه وليه وأعلمه بذلك. وَأما الْمَقْصُور فَيَجِيء بِمَعْنى علم وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿فأذنوا بِحَرب من الله وَرَسُوله﴾: أَي اعلموا، وَبِمَعْنى الِاسْتِمَاع. يُقَال أذن لَهُ إِذا اسْتمع مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(إِن يسمعوا رِيبَة طاروا بهَا فَرحا ... عني وَمَا سمعُوا من صَالح دفنُوا)
(صمٌّ إِذا سمعُوا خيرا ذُكِرْتُ بِهِ ... وَإِن ذكرت بشرٍّ عِنْدهم أَذِنُوا)
وَمِنْه مَا أذن الله لشَيْء كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ أَي اسْتمع. وَالْأَذَان الْإِعْلَام، وَمِنْه الْأَذَان للصَّلَاة.
قَوْله: " بِالْحَرْبِ ": فِي رِوَايَة الكُشْمِيهَني: " فقد أذَنْته بِحَرب. وَفِي

1 / 345