Wilāyat Allāh wa-ṭ-ṭarīq ilayhā
ولاية الله والطريق إليها
Editor
إبراهيم إبراهيم هلال
Publisher
دار الكتب الحديثة
Publisher Location
مصر / القاهرة
وَهُوَ لَا بُد أَن يعْتَرف أَنه قلد غَيرهم، وَأَنه أبعد النَّاس عَن اتِّبَاع مَا كَانُوا عَلَيْهِ، وَأَنه لَو جَاءَهُ من هديهم الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ مُجَلد ضخم يُخَالف أدنى مَسْأَلَة مِمَّا قلد فِيهَا إِمَامه لرمى بِهِ وَرَاء الْحَائِط، وَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَلَا عول عَلَيْهِ.
ثمَّ إِذا صَحَّ هَذَا الحَدِيث فَفِيهِ الْإِرْشَاد إِلَى سنته [ﷺ] وَآله وَسلم وَسنة خلفائه الرَّاشِدين. وَمَعْلُوم أَن مَا كَانَ قد ثَبت من سنته لَا يُخَالِفهُ الْخُلَفَاء الراشدون وَلَا غَيرهم من الصَّحَابَة.
بل هم عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُم سنة تخَالف مَا سنه رَسُول الله [ﷺ] وَآله وَسلم قطّ، وَلَا سمع عَن وَاحِد مِنْهُم فِي جَمِيع عمره أَنه خَالف سنة ثَابِتَة عَن رَسُول الله [ﷺ] وَآله وَسلم.
مَنْهَج الِاجْتِهَاد، هُوَ مَنْهَج الرَّسُول [ﷺ] وَأَصْحَابه:
وَإِذا عرفت هَذَا فقد قدمنَا من الْآيَات القرآنية، وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة مَا هُوَ مَنْهَج الْحق، ومهيع الشَّرْع، وَهُوَ الْأَمر الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ رَسُول الله [ﷺ] وَآله وَسلم، وخلفاؤه الراشدون، وَبِه تقوم الْحجَّة على كل مُسلم، وَمن سنته [ﷺ] وَآله وَسلم الصَّحِيحَة الثَّابِتَة المتلقاة بِالْقبُولِ قَوْله [ﷺ] وَآله وَسلم
(كل أَمر لَيْسَ عَلَيْهِ أمرنَا فَهُوَ رد) .
وكل عَاقل لَهُ أدنى تعلق بِعلم الشَّرِيعَة المطهرة يعلم علما لَا شكّ فِيهِ وَلَا شُبْهَة أَن التَّقْلِيد لم يكن عَلَيْهِ أَمر رَسُول الله [ﷺ] وَآله وَسلم. وَأَنه
1 / 320