103

What Was Said by the Two Weighted Groups About the Friends of the Merciful

ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

هل نحن أعلم وأفقه من نبينا ﵌ في تربية أصحابه، وفي كيفية تعاملهم مع كلامه؟!
أو أننا علمنا أمرًا قد خفي على النبي ﵌؟! أو أن هناك سببًا آخر يدعو للغيظ والحنق على ما فعله عمر؟
إن مثل تلك المشاورة قد وقعت بين الإمام علي ﵇ وشيعته، من أمثال حجر بن عدي في معركة صفين، حينما نهى الإمام علي ﵇ جيشه عن لعن وسب معاوية ﵁ وجيشه وناقشه في هذه القضية حجر بن عدي وغيره، ومع ذلك لم يطعن الإمام علي ﵇ أو من جاء بعده على حجر بن عدي بسبب معارضته لأمر الإمام علي ﵇.
فعن عبد الله بن شريك قال: (خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يُظهران البراءة واللعن من أهل الشام، فأرسل إليهما علي ﵇: أن كفّا عما يبلغني عنكما. فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين! ألسنا محقين؟ قال: بلى. قالا: أو ليسوا مبطلين؟ قال: بلى. قالا: فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين يشهدون ويتبرؤون) (^١).
خامسًا: لو سلمنا جدلًا بأن ما فعله عمر ﵁ كان مجانبًا للصواب بسبب معارضته لأمر النبي ﵌، فماذا سيكون جوابنا إن قال لنا أحد النواصب: (إن عليًا ﵇ كان من رؤوس المعارضين للنبي ﵌ في صلح الحديبية، وقد عصى أمره مع سائر الصحابة في عدم حلق رؤوسهم وذبح هديهم؟
بل إن رفض علي بن أبي طالب لأمر النبي ﵌ يفوق معارضة عمر بن الخطاب وذلك حينما طلب ﵌ منه أن يمسح اسمه عندما كان يكتب كتاب الصلح مع مندوب قريش سهيل بن عمرو فرفض علي بن أبي طالب الانصياع لأمر المصطفى ﵌؟

(^١) مستدرك الوسائل: (١٢/ ٣٠٦)، بحار الأنوار: (٣٢/ ٣٩٩)، وقعة صفين: (ص: ١٠٢).

1 / 116