كان بارتليت نموذجا فظا نحيلا صلب العضلات بعض الشيء للمزارع الكندي الذي بدا واضحا أنه لم يكن يعير مسألة الملبس اهتماما كبيرا. لم يقل شيئا، لكنه نظر إلى ييتس باكفهرار واستخفاف، ونظرات تحمل قدرا من الازدراء والريبة.
كان ييتس يملك وصفة واحدة لإقامة تعارف مع البشر كلهم. قال بابتهاج: «تعال يا سيد بارتليت وجرب مزيجا من هذين المزيجين الممتازين اللذين أعدهما صديقي.»
صاح بارتليت مزمجرا بفظاظة، مع أنه دخل الحانة بالفعل عبر بابها الذي كان مفتوحا: «أشرب الويسكي صافيا. لا أريد إضافات أمريكية في شرابي. الويسكي العادي جيد كفاية لأي رجل، إن كان رجلا حقا. ولا أشربه ممزوجا بالماء أيضا. لدي ما يكفي من المشكلات.»
غمز النادل بعينه لييتس بينما كان يدفع إناء الويسكي نحو الوافد الجديد.
فصدق ييتس على كلامه بحرارة قائلا: «أنت محق.»
لم يذب جمود المزارع قيد أنملة بذلك التصديق السريع على كلامه، لكنه ارتشف من كأسه متجهما، كأنه يحوي دواء كريها للغاية.
ثم قال أخيرا: «ما الذي أردت مني نقله؟». «صديق وخيمة، وجرة من الويسكي، والكثير من التبغ الفاخر للغاية.» «كم ستدفع؟» «أوه، لا أعرف. أنا مستعد دائما لفعل الصواب. ما رأيك في خمسة دولارات؟»
عبس المزارع وهز رأسه.
قال بينما كان ييتس على وشك أن يعرض المزيد: «هذا أكثر من اللازم. لا يستحق الأمر كل هذا. قد يكون دولاران ونصف هو السعر المناسب. لا أعرف، لكن هذا أكثر من اللازم. سأفكر في ذلك أثناء عودتي إلى المنزل، وسآخذ منك الثمن المستحق. سأكون جاهزا للمغادرة في غضون ساعة تقريبا، إن كان ذلك يناسبك. ها هما حصاناي على الجانب الآخر من الطريق. إذا وجدتهما قد رحلا حين تعود، فهذا يعني أني أيضا قد رحلت، وسيتعين عليك الاستعانة بشخص آخر.»
ثم سحب بارتليت كم معطفه على فمه وغادر.
Unknown page