152

Wasit Fi Tafsir

الوسيط في تفسير القرآن المجيد

Investigator

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض، الدكتور أحمد محمد صيرة، الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، الدكتور عبد الرحمن عويس

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

وقوله: بل أي: ليس الأمر كما زعموا، له ما فِي السموات والأرض عبيدا وملكا، ﴿كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ [البقرة: ١١٦] قال مجاهد، وعطاء، والسدي: مطيعون. والقنوت: الطاعة، والقانت: المطيع لله ﷿، ومنه قوله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ﴾ [الزمر: ٩]، قال ابن عباس: هذا راجع إلى أهل طاعته دون الناس أجمعين. وهو من العموم الذي أريد به الخصوص، وهذا قول مقاتل والفراء. وقال السدي: هذا فِي يوم القيامة، تصديقه قوله: ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾ [طه: ١١١] . وقال أهل المعاني: طاعة الجميع لله تعالى: تكونهم فِي الخلق عند التكوين، إذ قال: كن فكان كما أراده. ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧] البديع: الذي يبدع الأشياء، أي: يحدثها مما لم يكن، وبديع: بمعنى مبدع. قال أبو إسحاق الزجاج: ﴿بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [البقرة: ١١٧]: منشئهما على غير مثال سابق، وكل من أنشأ ما لم يسبق إليه قيل له: أبدعت. ولهذا يقال لمن خالف السنة: مبتدع. لأنه أحدث فِي الإسلام ما لم يسبقه إليه السلف. قوله: ﴿وَإِذَا قَضَى أَمْرًا﴾ [البقرة: ١١٧] أي: قدره وأراد خلقه، فإنما يقول له أي: لذلك الأمر الذي يريد وجوده، وما قدر الله وجوده، فهو كالموجود الشاهد، فجاز أن يخاطب.

1 / 196