437

وانتظاره. وهذا ما فعله هذا على الساحل الأندلسي. ووصل موسى بعد اربعة اشهر مع جيش كبير. وبعد عبوره بحر غرناطة (149)، قاما بتوحيد جيشيهما وتوغلا في الداخل لمجابهة جيش القوط. وتوجه ملك القوط «لذريق» للقائهما. ولسوء حظه انكسر وقضى على جيشه. وتابع القائدان انتصارهما، وتقدما حتى قشتالة، واحتلا طليطلة حيث وجدا أموالا طائلة، وثروات عظيمة، وبقايا قديسين موضوعة في كنيسة هذه المدينة، ولا سيما المائدة التي تناول عليها المسيح العشاء الرباني مع الحواريين، وهي مائدة مكسوة بالذهب ومرصعة بالحجارة الكريمة، وتقدر قيمتها بنحو نصف مليون دينار (150). وبعد فتح طليطلة عاد موسى مع قسم من جيشه وحمل معه كل ثروات أسبانيا. وعبر البحر كي يعود إلى القيروان، ولكنه تلقى في هذه الأثناء رسائل استدعاء من قبل الوليد خليفة دمشق. وسار في طريقه نحو مصر مع كنوزه. وما أن بلغ الاسكندرية حتى أعلمه شقيق خليفة دمشق، واسمه هشام، أن الخليفة في النزع الأخير، ومن الأجدر به ألا يأتي لأنه إذا وقع موت الخليفة، فإن من المحتمل جدا أن تتعرض هذه الكنوز للنهب. ولكن موسى لم ينصت لذلك وقدم إلى دمشق، ووجد فعلا، كما قال هشام، أن الخليفة في حالة احتضار.

ونودي بأخيه هشام خليفة، ولكن هذا عزل موسى من قيادة افريقيا وسمي قائدا آخر عليها يدعى يزيد بن المهلب (151) الذي خلفه إبنه وأخوه وحفيده بالتتالي، وحكموا مدينة القيروان في اثناء المدة التي استمرت فيها أسرة بني أمية في الخلافة (152).

وبعد أن فقدت أسرة بني أمية سلطتها وانتقلت الخلافة بقوة السيف إلى أسرة بني

Page 462