ومنحه عشرين خادما. وبعدئذ أعاده الملك إلى افريقيا ليحكم الأرياف التابعة لآسفي، لأن قبطان الملك (227) لم يكن يعرف عادات هذا الشعب الجاهل والأسلوب الذي يعامله بموجبه. ومنذ ذلك الحين أصبحت آسفي خاوية وأضحت المنطقة خرابا (228).
وقد أسهبت نوعا ما في كلامي عن هذه القصة لكي أبين أن النزاع بين الأحزاب وقصة المرأة السابق ذكرها لم يؤديا إلى خراب آسفي وحدها، بل جلبا الدمار على جميع أهل دكالة. وعند ما ذهبت إلى آسفي لم يكن سني تتجاوز اثنتي عشرة سنة. ولكن بعد أن مضى على ذلك حوالي أربعة عشرة عاما كان لي لقاء مع حاكم البادية، الذي كان موفدا من قبل ملك فاس والشريف، أمير السوس ودكالة. وكان حينئذ قرب مراكش مع حملة قوامها خمسمائة فارس برتغالي وأكثر من الفي فارس من العرب. وكان يجبي كل ضرائب البلاد لحساب ملك البرتغال. وكان هذا عام 920 ه كما سردت ذلك مفصلا في بحوثي التاريخية (229).
كونتي، مدينة في دكالة
كونتي مدينة صغيرة (230) تقع على مسافة عشرين ميلا (231) من آسفي، وقد بناها القوط في العصر الذي كانوا يحكمون فيه هذا الساحل، وهي اليوم مخربة وأراضيها خاضعة لبعض عرب دكالة.
Page 161