============================================================
الباب الأربعون في آفات العلم اخواني : وسالتم عن أحوال الذين أظهروا العلم وأعمال البر، وما أرادوا باظهاره.
وسالتم عن أحوال الذين أسروا العلم وأحوال البر، ورغبوا في خمول الذكر، ما أرادوا بذلك من سره : اخواني : لقد سألتم عن أهواء مختلفة، وارادات متباينة، وعقول متفاوتة وسأصف بعض أحوالهم بمن الله وارشاده.
أحوال العلماء: وذلك أن منهم من يظهر ما عنده من العلم والعمل، لينال به من عرض الدنيا ، أعاذنا الله وإياكم من ذلك .
ومنهم ضعيف الرأي لايقاد بعلمه (1)، جاهل بأدواء النفوس، قليل المعرفة بمكائد الشيطان، وهو يظهر كثيرا من العلم والعمل، رغبة في ثواب ارشاد الناس، وقد غرق في بحار الفتن والجهل، وأتت عليه مكائد الشيطان وما ش (1) اي : لا يقوده علمه إلى العمل، فهو عالم لسانه جاهل قلبه وهو المنافق عليم اللسان
Page 205