============================================================
وتقربوا إلى الله بالمعرفة بأياديه الحسنة، ونعمه الظاهرة (1) والباطنة، وأفعاله الجميلة، ومنته المتواترة على تواتر الإساءة منا، وهو يعود بأنواع النعم علينا الا. فتقربوا إلى الله تعالى بالخوف من زوال النعم، وشدة الحياء من التقصير في الشكر، وتقربوا بالوجل من مكر الله تعالى ، والاشفاق على إيمانكم .
وتقربوا إلى الله تعالى بشدة الخوف منه، وحقيقة الرجاء فيه، والسرور بذكره ومناجاته والشوق إليه، والرغبة في جواره.
وتقربوا الى الله تعالى بصدق اليقين، والتوكل عليه والثقة به، والطمأنينة إليه، والأنس به، والإنقطاع إليه . وأين أولئك ؟
الا فتقربوا إلى الله تعالى بالوفاء، ولين الجناح والتواضع والخشوع والخضوع، وتقربوا إلى الله بالحلم والاحتمال، وكظم الغيظ، وتجرع المرارة: وتقربوا إلى الله بسلامة الصدور، وارادة الخير للأمة، وكراهة الشر لهم، وتقربوا إلى الله بالرأفة والرحمة والشفقة والحوطة على المسلمين : الا وتقربوا إلى الله بالجود والكرم، والتفضل والإحسان، وصدق الوفاء .
الا وتقربوا إلى الله تعالى بغناء النفوس، والقناعة والكفاف والرضى بالبلغة ، واليأس من نائل الناس.
الا وتقربوا إلى الله بالتثبت والعبرة ، والتأني والنظر .
وتقربوا إلى الله باستكثار نعمه لديكم وتقربوا بالتدبر لكتابه، والاضمار على القيام بحدوده، وإخلاص الأعمال وتقربوا إلى الله بمجاهدة الشيطان عن دينكم، ومخالفة الهوى في سريرتكم والتفقد لأحوالكم، والتقوى في كل أموركم، والندم على ما أسلفتم .
(1) في الأصل : المتظاهرة، والسياق يقتضي ما أثبتتاه .
Page 202