============================================================
رد اعتراضات في مسألة الشهرة بالعلم : وبعد : فإن قال قائل: إن تركنا مدارسة العلم، ولم ننظر فيما يقع من المسائل، أوشك أن يندرس العلم .
فقولوا له : إن الأمة لم تضطر إلى أمثالنا(1)، ونحن بحمد الله في دهر كثير خطباؤه وفيك بحمد الله وفيمن يظهر ما عنده كفاية تبوحون بالعلم رغبة في الثواب، ومنافسة في العلو والرفعة، وعساكم تغارون كما تغار النساء . ولو أن طلاب العلم محبوسون في السجون، لتخلصوا إلى الوصول إلى بغيتهم من إظهار العلم ، للعلو في الدنيا ، والرياسة فيها .
وبعد: فإن في التاسي بالسلف الصالح قدوة، فإنهم رغبوا في خمول الذكر، وأثروا كتمان شأنهم، فهم القادة(2)، فكيف بمن هو منقوص في العلم ، مسجون بالتزين والإعجاب إخواني : فعليكم بالستر، وإخمال الذكر، فإن المظهرين للعلم كثير، فمن راغب في الثواب، ومن متعرض للعقاب (1) هذا مذهب كثير من عظماء الصوفية، لا يدخلون في الجدل العلمي، بل كل نشاطهم هو تربية المريد الصالح، ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خيرلك من الدنيا وما فيها .
(2) لعل في هذا الكلام بعض الدلالة على أسباب كراهية الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه فقد كان اماما يشار إليه في عصره
Page 170