323

Wasāʾil al-wuṣūl ilā shamāʾil al-Rasūl (ṣ)

وسائل الوصول إلى شمائل الرسول(ص)

Genres

المنافقين يتمنون لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) الموت، إنما واعده الله عز وجل كما واعد موسى؛ وهو آتيكم.

وفي رواية أنه قال: يا أيها الناس؛ كفوا ألسنتكم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فإنه لم يمت، والله لا أسمع أحدا يذكر أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد مات .. إلا علوته بسيفي هذا.

وأما علي: فإنه أقعد فلم يبرح في البيت.

وأما عثمان: فجعل لا يكلم أحدا ؛ يؤخذ بيده فيجاء به، ويذهب به.

ولم يكن أحد من المسلمين في مثل حال أبي بكر والعباس، فإن الله عز وجل أيدهما بالتوفيق والسداد، وإن كان الناس لم يرعووا إلا بقول أبي بكر، حتى جاء العباس فقال: والله الذي لا إله إلا هو؛ لقد ذاق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الموت، ولقد قال الله له وهو بين أظهركم: إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون [الزمر: 30- 31].

وبلغ أبا بكر الخبر- وهو في بني الحارث بن الخزرج- فجاء، ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنظر إليه، ثم أكب عليه، فقبله، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ ما كان الله ليذيقك الموت مرتين، فقد- والله- توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس؛ من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد رب محمد فإنه حي لا يموت. قال الله

Page 361