أولا:
رأينا أن «الطبيعة الإنسانية التي لا تتغير» قد تتغير فهي ليست متحجرة كما يظن بعض علماء الإنسان، وكثيرا ما تغيرت تغيرا ملموسا.
ثانيا:
أن أنواع الارتباط المختلفة التي نشاهدها بين ألوان السلوك المتنوعة في المجتمعات البشرية يمكن فصمها ثم إعادة ربط عناصرها بطرق أخرى.
ثالثا:
أن علاج بناء المجتمع على نطاق واسع قد ينجم عنه تغير معين في الطبيعة الإنسانية. بيد أن هذا التغير قلما يكون أساسيا؛ فهو لا يستأصل الشر من جذوره، وإنما يحوله من مسلك إلى آخر.
رابعا:
إن شئنا أن نحقق الغايات التي نحبها جميعا فالأمر يقتضي أكثر من مجرد تحويل الروح الشريرة عند الإنسان من مجرى إلى مجرى. بل لا بد لنا من القضاء على الشر من منبته، ولا بد لنا من كبح الإرادة الفردية وهي في نشأتها.
ومن ثم نرى أن الإصلاح السياسي والاقتصادي الشامل لا يحقق لنا أغراضنا. ولا مندوحة لنا عن الهجوم على هدفنا المثالي الأعلى، لا من هاتين الناحيتين وحدهما، ولكن كذلك وفي نفس الوقت من جميع النواحي الأخرى. وقبل أن نتكلم فيما ينبغي عمله من هذه النواحي لا بد لي أن أصف في شيء من التفصيل طريقة الهجوم من الناحية الأولى؛ ناحية الإصلاح الاجتماعي الشامل.
الفصل الرابع
Unknown page