Warathat al-Anbiya (The Inheritors of the Prophets)
ورثة الأنبياء
Publisher
دار القاسم
Genres
تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعليم وقت شبابه ... فكبر عليه أربعًا لوفاته (١)
قال الربيع بن سليمان صاحب الشافعي وتلميذه المشهور: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له.
قال أحمد بن حنبل: لزمت هشيمًا (ابن بشير) أربع سنين ما سألته عن شيء إلا مرتين هيبة له (٢).
ولذا ينبغي للمستفتي أن يحفظ الأدب مع المفتي، ويبجله في خطابه وسؤاله، ونحو ذلك، ولا يومئ بيده في وجهه، ولا يقول له: ما تحفظ في كذا وكذا؟ وما مذهب إمامك الشافعي في كذا وكذا؟ ولا يقل إذا أجابه: هكذا قلت أنا أو كذا وقع لي، ولا يقل له: أفتاني فلان، أو أفتاني غيرك بكذا وكذا، ولا يقل إذا استفتى في رقعة: إن كان جوابك موفقًا لما أجاب فيها فاكتبه، وإلا فلا تكتب (٣).
وما ذاك إلا لمعرفة قدرهم وجمع شملهم، والاستفادة من علمهم بحسن الأدب والتلطف في السؤال.
بل لقد كان الشافعي يقول: إذا رأيت رجلًا من أصحاب الحديث كأني رأيت رسول الله ﷺ (٤).
(١) ديوان الإمام الشافعي ص ٢٩.
(٢) تذكرة الحفاظ ١/ ٢٤٩.
(٣) أدب المفتي والمستفتي ص ١٦٨.
(٤) شرف أصحاب الحديث.
1 / 131